شرقيات ، بين أعمدة خشبية ناعمة الملمس .. سافرات أو مجلببات بعباءاتهن السود يتمشين مثنى وثلاث .. أو مع بعولتهن حييات ومن وراء أنقبتهن تتلاعبن بكبريت أنوثة دفينة ، كما يتلاعب الحلم البعيد، الهناك في أردية السحاب، بهذا النسيم البحري الندي .
كان لي أن أشحذ حنيني في زمن حضور أبي الفعلي. أما الأن فالحنين متشظ بغيابه ، مجروح يضمخه ملح موجته التي سارت إلى الرمل في تباطىء وارتخاء. لن تتكلم أرض جد أبي بحرف واحد . لن تتكلم تلك الصفوف العالية المنحنية من الصبار، ولا أشجار البرقوق والتنين