أن تَمشي في الأزِقَّةِ وأنتَ تَحمِلُ أفكاركَ المُضطَرِبة، تَبحث عَن مَقعَدٍ في حديقَةٍ تَبعُدُ أميالاً عَن ذاكِرتِكَ أو مَقعَدٍ في زاويةٍ غير تقليديّة تطلُبُ قَلمًا وورقة لتَشهَدَ أوَّل مَخاضٍ للّغةِ في مكانٍ لَم تتوقّع أن يثيركَ أو أن تَنفعِل،
لأنّ الأم ليسَت مُجرَّدَ كَلِمَة سأعتَصِرُ قلبي وروحي معًا لينبِضَ فِكري بشيء جَميل. أمي, أنتِ لغتي التي أكتُبها، أنتِ حروفي النورانية التي أسقيها مجدَ رؤايَ، أنتِ روحُ الوجود الذي لا تَحمِلهُ السماء, أنتِ الرؤى والحِبرُ
أصرُخُ للشواطئ؛ للمراكِب؛ /لانقباضِ المَوجِ فَوقَ مَحارِهِ المنحوتْ وأصرُخُ للموانئ؛/لعلَّ السمَكَ البحريَّ يسمعني هُناكَ
في آخرِ الليل/حينَ آتيكِ بكامِلِ شهوتي/وتحضرينَ/بمنتهى أنوثتِك سنَحصِدُ/صَمتَ الشهوةِ سِرًّا،
مـا كــانَ كــان.../أصـدقائي... احمِلوا أوزاركُم وانصرفوا الآن/فغداً مَوعِدٌ للعَبِثِ وتأنيب الضمير...
في الرُكنِ أجلسُ مَطْوياً عَلى نَفَسِي/لا أرى ظِلي على الجُدرانِ من أثر الظلام ولا أفُقاً ظليلاً كي أمدد جثتي وأنام/لا فرقَ بينَ بدايةٍ ونهايةٍ أخرى
لا تتركـيني واقفاً بينَ سطرينِ وتمضي/في مساماتِ الورَق ... لا تتركي الكلمــات فوقـي واحمليها/من حُدودٍ أخذتنــي نَحَوَ السمــاء...