شعر : لطيف هلمت
( سرقة )
تركض الرياح
على اسلاك الكهرباء
بخطوات بطيئة
كأنها تروم سرقة
المصابيح المعلقة بأعمدتها
( ألذ قبلة )
ألذ قبلة
هي القبلة التي لا تبلغ الشفاه
و أجمل قصيدة
تلك التي لا تكتب باليراع
و أعمق يم .. يم في فؤادي
مرات اسمه الحبور
و مرات أخرى
اسمه الكربة .
( النوافذ )
تلتصق النوافذ بالجدران
حافية الاقدام
ترى ...
ما الذي ترنو اليه ! ؟
( قبل )
تغدو قبلاتي سحبا
فتتبع آثارك ,
متنقلة من سماء الى سماء
و تحط على اسلاك
نافذة غرفتك
مثلما تفعل طيور السنونو ...
انها تتبع خطاك
و تذهب الى حيث تفوح رائحتك .
ان قبلاتي لهي شبيهة بي :
انها دون ام ,
دون موطن
و ليس لها من يحزن عليها .
انها بقع من سحب
لامتناهية الأطراف ,
تحلق بها عاصفة الحب الغيناء
فتتبع خطاك ,
و تتبع خطاك ...
و انت في ليلة من ليالي الشتاء
القارسة ,
لو سمعت حفيفا خلف بابك
فاعلمي انها سحب قبلاتي
تنقر بابك !!!
( عطالة )
لست عاطلا
عن العمل
لأنني اصطاد
بين نهديك
عمري الذي مضى !
( توزيع )
وزعت همي
في الغابة
فراحت الأشجار تنتحب
قائلة :
من أين أقبلت
هذه العاصفة الهوجاء ؟
( خداع )
الشارع شديد المكر
إنه يعتمر في الليل
قبعة سوداء
كي لا يتعرف عليه
أحد .. !
( المقبرة )
المقبرة .. مدينة
مل سكانها كل مواثيق
الحرب
و السلام !
( الخوف )
في الحرب
يتستر الخوف
خوفا من الرصاص !
( التماثيل )
لا تطلقوا النار
في الشوارع
كي لا تصيب
تماثيل الشهداء ,
فتستشهد .
-------------------------
لطيف هلمت : شاعر كردي معروف غزير الإنتاج . يكتب بالكردية والعربية . ولد في عام 1947 في قضاء كفري – العراق . له اسهامات في حقول القصة القصيرة والكتابة النقدية والفلكلور والترجمة الشعرية وادب الأطفال . من اعماله : شعر تلك الفتاة خيمة مشتاي ومصيفي ، الله و مدينتنا الصغيرة , التأهب لولادة جديدة، العاصفة البيضاء، الكلمات الحلوة ورد ورد ، نشيد الفقراء، اجمل قرية تلك الرسائل التي لا تقرأها امي , فلسطين وطن غسان كنفاني , الرسالة التي تنتهي و لا تنتهي , عش آخر , الطفل و المطر , الطفل و العصفور , قلوب من الزجاج ( بالعربية ) , المدن الحدي ( بالعربية ) . ترجمنا و نشرنا له ( من الشعر الكردي الحديث : لطيف هلمت , قصائد مختارة . مطبعة كريستال , أربيل – العراق 2001 ) , بالإضافة الى العديد من الاضمامات الشعرية المنشورة ضمن مجموعات شعرية مترجمة , و في الصحف و المجلات الأدبية العراقية منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي . .