على هامش التعليق على عنوا كتاب د. لطيفة العلوي ( كنديون وكنديات من أصل عربي .... )
جاء في كلام كاتب في الموضوع :
إن كان المقصود من الخطاب التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل لإزالة الالتباس فلا تغليب، ويفرد لكل منهما خطاب كاللآتي سألن الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغليب خطاب الأحكام للرجال فلعلهنّ أقل أهمية فنـزلت بعض آيات بالتنصيص عليهن لإزالة هذا الإلتباس وإبراز دورهنّ، كقوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أُنثى) [آل عمران] وقوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) [الأحزاب/35] الآية وكقوله تعالى: (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً) [الحديد/18] الآية… هذا التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل من حيث المدح .
وعلق أحمد العلوي على ذلك بما يلي:
مختصر القول : التغليب ليس أمراً نحويا لازما كتقدم المبتدأ ونصب الحال وتنكيره، ولكنه أمر إختياري مرتبط بنيات المتكلم فإن كان مقصود المتكلم الرد على القائل باختصاص الرجل بالحكم فانه لا يغلب المذكر ولكنه يذكر معه المؤنث، وان كان يخاطب من يقول بتساويهما في الأحكام فانه يغلب المذكر، ولا يذكر المؤنث كقولك لمن يقول بالتساوي ( إن القائلين بالوجودية أشرار) فهنا غلبت المذكر ولم تذكر المؤنث لأنك تخاطب من يقول بالتساوي ؛ وأما أن خاطبت بتلك الجملة من لا يقول بالتساوي وأردت أن ترد عليه فانك تقول ( إن القائلين والقائلات بالوجودية أشرار وشريرات)
إذن الأمر ليس أمر الفاظ ونحو كالتنكير والحالية والإبتداء، ولكنه أمر نوايا متكلمين أي أمر بلاغة ٠( راجع تفسير الزمخشري في الكشاف لاية رقم ٣٣ من سورة الأحزاب : إن المؤمنين والمؤمنات ٠٠٠٠)
وقد يكون لإبراز تعلق الحكم من حيث الذمّ كقوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم) [التوبة/68] وقوله جل جلاله: (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) [الفتح/6].
لأجل ما سبق فان العنوان ( الكنديون والكنديات ٠٠) عنوان مصيب لفظا ومعنى لان كاتبته تخاطب جمهورا مختلطا فيه من يقول بالتساوي في الأحكام وفيه من يلغي عن المراة الرشد ولا يدخلها في معنى المذكر بالتغليب فلذلك أُوجبت ذكر المؤنث دفعا للبس وردا على منكر التساوي في الأحكام ٠
وباختصار فان التغليب يجب حين يكون المخاطب (والمتكلم أيضاً) قائلين بالتساوي في الأحكام بين المرأة والرجل ، ويجب التفصيل وذكر المونث في الأوضاع الأُخرى بحسب نوايا المتكلم من خطابه