يسعى المرءُ الثائرُ في حياتِه كلِّها لتحويل النظريّ إلى فعل سياسيّ اجتماعيّ مشخّص بل يسعى لاشراك الآخر معَه في هذا الفعل ليكون الآخرُ أنا , ومن حقّ المرء أن يخلط الحلمَ بالثورة والثورةَ بالحلم حتى يصبح الشارعُ كلّه محتجّاً ..منتفضاً بعدَما قال"نعم" مُكرَهاً,أصبحَ الآن يقولُها"لا" حرّاً,فقد اختفى الخوفُ نهائياً من حياة السوريّ الثائر أو السوري الشعبي صاحب الحس المليء بالمتناقضات,لكن الثورة غربلته ليصبح صاحب الحس الذي يفرّق بينَ الصواب والخطأ.فقط لو اكتفينا بذلك لقلنا"هذه أعظمُ ثورة أنجبتها البشرية".فمن الطبيعي أن تتفاوت الكتاباتُ عن الثورة السورية ,فقلما قرأتُ كتاباً يتناول مفاهيمَها كما في هذا الكمال ل"ثورة الحرية السورية" وهو بحث سياسيّ اجتماعيّ للثورة التي حاول النظامُ البعثيّ انزياحَها الذي انطلى على السذّج,لكن اعتنقها العقلاءُ في الداخل السوريّ وخارجه ليقينهم أنّ اللعبة لعبة أسديّة مخابراتية, وقد شذّ البعضُ قائلاً أنّ ما قبل 2011 أفضل ممّا بعدَه,ولا يعلم هذا البعضُ أن ما فعلَه الأسد ما بعد 2011 أسوأ ما فعلته الأنظمة الارهابية,حيث نصفُ سكان سوريا لاجئون,والنصف الباقي المقيم في سوريا نازحون بعدَما تمّ تدمير البنية التحتية بدءاً من أقصى جنوب غرب سوريا حيث نشأة الكاتبة وانتهاء بأقصى شمال شرق سوريا حيث نشأتي, وهذه صدفة غريبة, قد أكون المحتجّ الثاني ضدّ الأسد بعد احتجاج عُلا شيب الدين أوّلاً.
الكتابُ مقالاتٌ تدور حول الثورة ومنها وفيها.إنها تكتب الثورة ولا تكتب عنها باعتبار عُلا مُساهمة ومُشاركة وكاتبتُها, وهنا المفارقة بينها وبين ممّن شاركوا في الثورة ثم لاحقاً اعتكفوا بعدَ عدّة مقالات عنها, لكن عُلا تدوّن الثورةَ منذ يومِها الأوّل معترضةً على مفهوم"الربيع العربي" الذي تجوز هذه التسمية على البلاد العربية التي اندلعت فيها الثورة, لكن يختلف المفهوم في الحالة السورية حيث الشعب الكرديّ الذي قوامُه القوميةُ الثانية في سوريا بعد العربيّة شارك في الثورة منذ البداية,فقد كانت مدينتي عامودا صاحبةَ أضخم تظاهرة في العالم في إحدى جمعات الثورة آخذين بالاعتبار عدد سكان عامودا ومساحتها.
أتمنى من الجميع قراءة الكتاب أو أجزاءَ منه, متمنياً من المنتديات السورية التي تغزو المدن الألمانية أن تحتفي بالكتاب وأن تُدار حولَه حلقاتُ نقاش وحفلاتُ التوقيع.
لا تنسوا اسم الكتاب:ثورة الحرية السورية,و اسم مؤلفته: عُلا شيب الدين.
.......
الناشر: دار الدراويش.