إلى روح إبراهيم الحجري هنا/هناك بيننا
(1972-2021)
مرحبا يا إبراهيمُ
وكيف حالك هنا/هناك ؟
أمُدّ يدي في الفراغ
أغمض عينيّ، أراني أصافحك
أشعر بجسرِ مهمل يلثمُ أرواحنا في لحظات كهذه
ليس الموت ما يفزعنا يا إبراهيم
بل تلك الدمعة التي تغرف من هَمَّيْن؛
طعنة الإنْسِي ولوعة الفراق
نحن تراب وهاذي قصتنا تأوي إلى تفاصيل حياة جشعة
لتصلب سادية حنين الإنسان
وماذا بعد يا إبراهيم؟
هل سنفرغ جِراب الأمنيات في رمل المآل ؟
هل سنجود على السراب بيأس عضال ؟
لا يا إبراهيم وإنك على الجرح تؤدي الآن ابتسامة هندي أحمر في ليلة مظلمة
حتى يأتي القمر
حتى ينتصر الأمل
ستزرع أنامل الحكايات في غثيان الفراغ
هنالك دائما قلب يُناوش الخراب عن فجوة
يتخفّى في يُتْمها نور الآفاق
لا شيء يا إبراهيم
لا شيء سيوقف الموت
عند العميان
فلا تقف عند العبارة
وأنت الإشارة
ها أنت يا إبراهيم نبي في الكتاب يتأهب مراوغا للقاء الأرواح الفاتنة
ها أنت مَمَرّ بين لحظتين؛
البحث عن الحقيقة ولوح التجلي
لا يموت إلّا من لا يشاطرُ الحمامَ خبزهُ
وفي المنام يراهُ يطعم الفقراء من جمر الحب سلاما
أراك هنا يا إبراهيم
من يؤمن بالموت إلّا من يموت
هاذي يد تماهينا تُسلّم مشعل الحياة بلا انتهاء
توزع ضحكاتِ تخرق المدى
عابرةً لا تخنقها الحدود المرسومة بِقِصَر الدهشة
عمى الألوان وشبق المستحيل
ارحل يا إبراهيم كما تشاء
ولا تمت
كلنا راحلون
واترك لنا اللغز
يؤنسنا كلما استسلمنا للموت
يا إبراهيم
يعيدنا إلى الحياة
لنرحل مثلك
بلا ممات..