ركبتَ بَحرَكَ والأمواجُ تضطربُ
علوَ الرواسي على الشطآنِ تنقلبُ
والبرقُ رعبٌ، ورعدٌ كانَ أولُهُ
اِنْ أرسلتْ وابلاً أنهارَها السُحبُ
قلْ لي إلى أَينَ تمضي محضَ رسمِ فتىً
حلوِ الرسومِ على الأقمارِ ينكتبُ
نخيلُهُ معهُ أَنّى مضى ولَهُ
قربَ ( الشواطيءِ ) بيتٌ أمرُهُ عَجَبُ
الحبُ بَحرُهُ فيما كارهوهُ لَهمْ
مستنقعُ الغِلِّ مغلولٌ ومكتئبُ
لَأنتَ أشفقُ خَلْقِ اللهِ أَجمعِهمْ
وفي الفيافيَ نبعٌ رافدٌ وأَبُ
وها تسبَبُتَ في صدعٍ وفي هَرَجٍ
مَنْ أنتَ قلْ لي بِصدقٍ أيها السببُ ؟!
أَشاعرٌ مفردٌ أَم ألفُ جمهرةٍ
مِن الفحولِ، اذا قالَ البيانُ هِبوا ؟!
********
ملاحظتان :
1ـ حصرتُ كلمة الشواطئ بين قوسين بسبب تعدد احتمالية التأويل، فالشواطئ تعني ضفاف النهر أو البحيرة أو البحر وهذا معروف، أما المعنى الثاني أو الإحتمال الثاني فهو إسم لموضعٍ أو حيٍ في مدينتنا ( الفهود ) جنوب الناصرية يقع على ضفاف بحيرة الحمّار التي يسقيها هنا نهر الغرّاف وهو يتفرع لمرّات في هذه المدينة التي يمكن اعتبارها دلتا نهر الغرّاف حيث كانت تزدهر زراعة النخيل والمحاصيل وتكثر أنواع الأسماك والطيور المائية ..
من منطقة الشواطي مثلما يسميها السكان المحليون تستطيع ان تمدَّ البصر حد الأفق وأنت تتابع الماء أو الزوارق الماخرة إلى سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد شمالاً، أو الى ناحية الحمّار وقضاء الچبايش جنوباً وحتى المْدينة والقرنة في البصرة، حيث تربط هذه البحيرة العظيمة بين ثلاث محافظات : الناصرية والبصرة والعمارة، وإليها مع بحيرات أهوار العراق الأُخرى تأتي الطيور من سيبيريا واسكندنافيا وشمال أوربا لقضاء فصل الخريف والشتاء في جنوب العراق الدافئ .. كما تُعتبر من أغنى بحيرات العالَم في تنوّع الحياة الطبيعية .
2 ـ زمان ومكان كتابة هذه القصيدة في اليوم التاسع من شهر آذار 2020 في برلين، وهي من النمط الثماني الذي كتبت ونشرت منه العديد من القصائد ربما سيجمعها ديوان شعر.