عبثية فكرة/قصة

2013-01-18
غرزت فريدة أناملها في تربة كانت تصلي صلاة الاستسقاء لتروي أديم الأرض, دون استجابة من الزرقاء العالية . بدأت تنبش في الأعماق
عساها تصل إلى فرع ممتد من مياه نبع سليمان.
بينما أنامل الذاكرة تغوص في الماضي, حين لاحت لها ورد ة تنمو في بقايا تربة رطِّبت بدموع سكِبت خوفا من الموت وتشبثا بالفجر علّه يهزم الليل المتقدم في ثياب الواقع الحالك.
اتكأت على جذع شجرة, وراحت الأ فكارترفرف متنقلة مابين مد وجذر,فتكرج دمعة من عينين هرمتين لا تقدران أن تريا
إلا شاخصة قبر تلوح على مساحات الزمن,كلما هّز الهواء غصنا فتيا أن مرت بجانبه زهرة وطغى شذاها فشكلت نقطة تحول كما شكلت في
حياتها .هناك على شاطئ مهجور إلا من العاشقين, التقت مع احمد في مقهى الغروب, بعد أن حسمت أمرها,برمي
خاتم خطوبتها ,فتنهض دون أن تنبس ببنت شفة , فقط عبارة دونتهاعلى فاتورة المقهى...
.
(أنا وأنت التقينا عبر مفترق من يومها بدأت في الأرض مشكلتي )
لم تلتفت للوراء , فاثوب الأبيض مايزال عاريا من جسدها .
طوت الماضي كطي الثرى لأجساد البشر, وتعرت من حبها لتتقمص وهما..
آه لو يومها حاول أكثر لكنت تراجعت عن قراري ,لماذا لم يرجوني ؟لِمَ ترك فنجان قهوته يستسلم للصقيع .آه لو هطل مطرٌ أسطوري يومها ,والثلج تحالف مع رغبتي ,آه لو استطعت ان أغير قوانين الطبيعة للحظة فقط .لكنت استطعت أن أمنعه من الذهاب .لكن .. ياليت ..لا تنفع الآن.. (تجري الرياح بما لاشتهي السفن )
راحت عجلات العمر تتدفق دون رحمة , ا لشتاء يعصف با لربيع وهذا يلغي الصيف ليبتلع الصيف الخريف كما ابتلع عريس الغفلة عمري .
ما زلت اذكر صوت أمي....تزوجي يا بنيتي...وتجنبي صرخة المجتمع ...(العانس في نظر الناس شجرة لا تثمرفيحاولون قطعها )....
أخا فتني مصطلحاتها العبثية .
لذلك تزوجت وأنجبت , وأصبحت جدة لكني
نسيت رؤية وجهي في المرآة فزو جي (سي السيد ) لا يأبه لشيء ,لقمة العيش جاهزة والسلام على المرسلين .
الماضي.. ما يزال يترقص أمامي كلما خا لجتني لحظة صدق بعواطفي, ولكن ما ا لفائدة ؟فالزمن لا يعود للخلف .
اتكأت على عكازها . مشت بخطى ثقيلة كثقل العمر الذي عاشته حيث نبتت زهرة الماضي ...انحنت لقطفها بيد مرتجفة ضمتها بحنان,ارتجفت يدها ,واهتزت عصاها كأهتزاز وتر يعزف موسيقا زوربا..سقطت منها عدة وريقات ,همست لها. هل مازلت صادقة معي ؟
للمرة الأخيرة سأ قطف وريقاتك ..علني اقتنع إنني ما ظلمت نفسي.
يحبني ...لا يحبني ...يحبني ... لا يحبني ؟
والنتيجة لم تكن في الحسبان
....تحبها تقول الورقة الأخيرة .وفريدة تقول :
واحسرتا ه " يا أ قحوانتي .... كنت واثقة ..
لكنه القدر .
تتنهد بعمق أ نا ملها المغروسة في تربة الماضي ..لكن النبضات تغادر إلى حيث وجدة اناملها رطوبة في التربة.


مياده قداح.. قاصة من سوريا

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved