
إلى: مقداد مسعود.. وآخرين عبروا النهر
بأجسادهم وبقيت أرواحهم عالقة هنا.
لم يكن صوت أبي أقلَّ ارتجافًا من يديه وهو يقرأ بعينين أوشكتا أن تبيضّا تمامًا ورقة مدعوكة بحث طويلًا في كل ما يرتديه قبل أن يجدها في جيب الصدر من ( دشداشته ) : ( وصلنا سالمين. في الليل.. يبدو كلّ شيء مخيفًا. كان الجوّ باردًا.. ومياه النهر متجمّدة، شعرتُ بذلك وأنا أتحسسها بيدي . لم يتحدث أحد. كنّا نسمع أنفاسنا.. صوت المجذاف.. صوت آخر ربّما كان لسمكة كبيرة اختارتْ أن ( تلبط ) قريبًا منّا.. وصوت زوجتي لمّا أرادت أن تصرخ فكممتُ فمها بيدي. على الضفة الأخرى أنزلتهم واحدًا واحدًا.. غير أنّ ابنتي الصغيرة، التي أجلستها على عارضة الزورق، لم تكن موجودة ) .
15 آب 2015م
البصرة