
محمد عبد حسن
إلى مقداد مسعود
وهو يراهم يبتعدون به خفيفا ً.. حتى كأنه يوشك أنّ يطير، كان يحسّ بكفّه الطرية ترطّب كفه.. ورأسه الصغير وهو يسير ملتصقا به كما اعتاد دوماً، يصطدم بوسطه . وكم تمنّى لو أنهم يسيرون.. يسيرون ولا يصلون .
أمامه في المدى الفسيح، بدت السماء ممتدّة إلى اللانهاية.. وكان يفكر، وهو يشدّ على يده الصغيرة كي لا يفقده : أنّى لِمَن أوجد سماءً كهذه أنّ يكون شحيحا !
غير بعيد عنه.. وفيما هم يجتازون بوابة مشرعة في سورٍ طويل، كانت عيناه تنحرفان نحو غرفة مضاءة، لصق السور، يرسل مصباحها الوحيد ضوءاً فقيرا ً شاحبًا سرعان ما يتشتت .
كانوا يبتعدون .. وكان هو هناك : يلّم الضوء المتبدد بكفيّه ويعطيه للصغير ليأخذه معه
حزيران 2018/ البصرة