بوتقة هالة ..

2009-08-20

نافذة غربية تطل على ألشرق !
ه//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c31597ba-6fb4-47f9-9b6c-34284c492ee3.jpeg ي إمرأة شرقية تسكن قرب الإهرامات ، نافذتها تطل على أبي ألهول ، تفتحها كل يوم وتمد ( بوتقتها ) ألمملوءة بالورد فيتلقفها ألعالم عبر فضاءات يتخللها سحر أخاذ، تُرى أي ( بوتقة ) تلك ألتي نتنسم أريجها مع كل فصل يحمله الإنترنت ألذي يضع كل ألمعلومات في ألعالم بين يديك حسب تعبير أريك شميت ألمدير ألتنفيذي لشركة جوجل ، والبوتقة بتعريف ألمعجميون هي ألوعاء ألمخروطي ألشكل ألذي تذاب فيه ألمعادن وتصهر ،لكنها أذابت فيها أدبا يحمل رائحة ألغرب ليصب في أرض ألشرق.
هالة صلاح ألدين حسين إمرأة بعدة رجال أخذت على عاتقها إصدار مجلة تعنى بالأدب ألغربي تقول في مقدمتها : ( مجلة ألبوتقة تأسست بجهود فردية عام 2006 ولتتواصل بصورة شهرية حتى عام 2007 وتحولت إلى فصلية بدأ من يوليو / تموز 2007 ، وهي تعنى بنشر ألأدب الإنكليزي ألمعاصر على نحو منهجي ونظامي )،
ولها سياسة نشرية خاصة أوضحتها على صفحاتها ، فهي بالتالي نافذة ثقافية غربية تطل على ألشرق وتتناول قضايا إنسانية وتكشف ألنقاب عن ما حجب من بلايا البشر وكما ورد في تلك ألمقدمة ، بالإضافة لتجارب ألمبدعين ألفنية وتقديم كُتاب ذائعي ألصيت بأروع ما أخرجته ألمتحدثة بالإنكليزية بلغة عربية فصيحة كما تقول محررتها .
ولأجل تسليط ألضوء على هذه ألتجربة ألرائدة حاولنا أن يكون لنا لقاءا معها عبر فضاء الإنترنت من خلال أسئلة طارت من بغداد لتحط قرب ضفاف ألنيل .
وببساطة وذكاء وتواضع ألمرأة ألعربية أجابت :
* بعد أن عرفنا ما هي ألبوتقة ، من هي ألأديبة هالة صلاح ألدين حسين ؟
- إني مترجمة مصرية ، والحق لست أديبة كما تفضلتم ، لم أكتب عبارة أدبية بنفسي طيلة حياتي ، بالكاد يسعني أن أخط عبارتين أدبيتين بدون أن أتعثر بعثرات محدودية ألخيال ، بل ونقصه ، بل إنني لاأتذكر أني حاولت قط أن أكتب الأدب .. ومع ذلك فأستطيع الإدعاء أني ناقدة لابأس بها ، لاأعتمد على لجان إستشارية في إختيار نصوص ألبوتقة ، بل أنتقيها بنفسي معتمدة على الإصدارات الإنجليزية .
* حسنا .. ألبوتقة عمل أدبي يفتح ألباب على مصراعيه أمام ألثقافة ألأجنبية لكن بلسان عربي فصيح .. ما مدى حاجة ألمتلقي العربي لهذه ألثقافة سيما والكثير منها موجود بيننا ..نراه في ألمكتبات ونقرأ عنه على الإنترنت ونشاهده في ألتلفاز ؟
- ما نشاهده على شاشات ألتلفاز وأغلب ألمواد ألمنشورة على الإنترنت ماهو إلا سقط متاع الثقافة ألغربية ، فهو شعبي ألطابع ، يتسم بابتذال ألأسلوب ، لايحتفي بلغتنا ألعربية ألجزلة ألبليغة وإن كانت ألمجلة لاتتوانى في ألحفاظ على جميع ألمستويات أللغوية ألتي تُعبر عنها ألنصوص الإنجليزية : ألفصيح والدارج والسوقي ، فضلا عن تراجم آداب أللغة الإنجليزية ، ولا سيما ألقصة ألقصيرة ألأمريكية ألتي تكاد تكون غائبة كلية عن ألمشهد الثقافي ألعربي ، ولازلت عاجزة عن تحديد ألخلل بدقة ، عله ما تبديه ألمؤسسات ألثقافية من إهمال شامل لحركة ألترجمة ، ربما هناك تجاهل مقصود للأدب ألأمريكي بوجه عام من قبل دور النشر والمطبوعات ألعربية ، غير أن ألواقع يعلن وجود "حالة " منتعشة خلاقة لايعوزها الإبداع والرقي من القصص المكتوبة بالإنجليزية ، حالة متجانسة لايفقه عنها ألقارئ ألعربي شيئا ، وهنا تلعب مجلة ( ألبوتقة ) دورها بمنأى عن ثقافة أمريكية شعبية تتجسد في ألأفلام والمسلسلات وهو المتاح حاليا على شاشات ألتلفاز والإنترنت .
* إذا لماذا لم يكن هذا ألمشروع ألجميل على ألورق بهيئة مجلة أو صحيفة شهرية ؟ لماذا الإنترنت وحده صاحب الإمتياز ؟
- كان خيار ألنشر الإلكتروني خيارا واعيا منذ بداية تأسيس ألمجلة ، تعلم أن مشاكل ألطباعة لا عد لها ولا حصر ، أهمها ألرقابة ، لن أحجم مطلقا عن نشر قصة لمجرد أن يد ألرقيب سوف تتدخل ، ألبوتقة مجلة ليبرالية الإتجاه - وإن كانت لاتعلن ذلك بصراحة - لاتستهدف لونا أو عرقا أو جنسا أو دينا ، تتناول بعض ألنصوص قضايا جدليةكالمثليةألجنسية كما في قصتيّ ألكاتب ألمثلي آدم هاسليت " ألتفاني " و " ملحوظات لكاتب سيرتي " و قصة " ألعريس " للأمريكي من أصل صيني ها جين ،
وتشمل بعض ألنصوص كلمات بذيئة لن يرحمها مقص ألرقيب كقصة آرثر ميلر " ألحضور " وقصة دان شون " خمس غرائز أساسية " كذلك تدور ألعديد من نصوص ألبوتقة في أجواء يهودية كقصة " ألشاي " لنانسي رايسمان و " ألألوج " لإديث بيرلمان و " تناسخ ألأرواح في بارك افينو " لناثان إنجلاندر و " ألجدال " ألمثيرة للجدل لريتشل كاديش ألتي تتضمن إسقاطات واضحة على ألصراع ألعربي الإسرائيلي من وجهة نظر يهودي متزمت . ألبادي أن ألبوتقة صارت الآن متخصصة بدون قصد أو ترتيب في ألترجمة للأدباء أليهود أو تلك ألقصص ألتي تنفض أحداثها في أجواء يهودية ، كما أن ألطباعة محدودة بدائرة ألتوزيع ، أما الإنترنت فرحب فسيح ، تتملكني سعادة غامرة حين يتكرم أحد ألقراء بإرسال رسالة إلكترونية إلى ألمجلة من آخر بقاع ألأرض ، فقط كي يطري على هذه ألقصة أو ينتقد أخرى ،الإنترنت دائم متجدد ألحياة ، وبمقدوري تغيير كلمة أو تبديل عبارة وقتما أرغب ، أحرص أيضا على تحديث سير ألمؤلفين بصورة دورية عن طريق الإطلاع على أحدث الإصدارات في ألمجلات ألأدبية ألنقدية ألصادرة في قارة أمريكا ألشمالية وعليه أضيف دوريا ألكثير من ألفقرات بعد شهور من نشر ألصفحات الإلكترونية وذلك كخدمة للوافد ألجديد مع الإنترنت لن تهيمن دائرة توزيع جغرافية على عملية وصول ألنصوص إلى ألقراء أو تنفد ألنسخ من ألأسواق أو حتى يبلى ألورق ! إنها حياة دائمة للمجلة ، ورغم أن ألجسد ألبشري ليس مهيأ للإعتماد على ألحياة ألمكتبية كل هذا الإعتماد ، ورغم معضلات ألتخلص من مخلفات أجهزة ألكمبيوتر أعتقد مخلصة بأنه زمن ألتكنلوجيا والوسائط الإلكترونية وأنه ألنزع ألأخير للورق ، وعلينا جميعا من هيئات وأفراد أن نتكيف مع ألوسائط الإلكترونية ونعتنقها راضين .
* نعم .. لكننا لم نجد مساهمة واضحة من ألمثقف ألعربي في ألبوتقة .. ماهو ألسبب برأيك ؟
- ألحق أن ألمشاركة أو بمعنى أصح ألتطوع بالمشاركة تجلى في صور بديلة ، دعني أؤكد أولا أن باب ألمساهمات مفتوح لإستقبال اعمال ألمترجمين ألعرب ، ويشرف ألمجلة أن تكافئ هؤلاء المترجمين على جهودهم ، ومع ذلك فعدد ألمساهمات ألواردة حتى أللحظة ألحالية هزيل مقارنة بمن أرسل لي خطابا أو هاتفني كي يتقدم بدعم مادي للمجلة ، ألحق أن ألمجلة لاتقبل دعما من ألأفراد على الإطلاق ، كذلك لم يخل بريد ألمجلة من متطوعين كرماء للعمل معي بدون مقابل ، وهو أمر غير مقبول هو الآخر ، أو مترجمين يطلبون مني إختيار نصوص كي يعكفون على ترجمتها ، وهو أمر مرفوض قلبا وقالبا ، من ناحيتي لن أتعامل ألبتة مع ألزملاء ألمترجمين بمنطق ألموظفين ! على ألمترجم ألجاد ألموهوب إختيار نص يتذوقه هو أدبيا ويجده جديرا بتقديمه إلى ألقارئ ألعربي ، أما الإنقياد إلى ذائقة الآخرين فهو أمر أعتقد أنه ينال من إحترام ألمترجم لعمله ويحوله إلى موظف ينفذ ألأوامر .
* في ختام لقائنا هل هناك أفكار جديدة من شأنها أن تفتح للبوتقة آفاقا رحبة أخرى ؟
- سبق أن تحدثت عن تمسكي بالنشر الإلكتروني ومع ذلك فقد شجعني ألقراء والزملاء على فتح جبهة جديدة لتراجم آداب أللغة الإنجليزية ، فقد تم الإتفاق مع ألمركز القومي للترجمة ودار ألعين للنشر ، ومقرهما في ألقاهرة لطباعة قصص مجلة ألبوتقة ، ونهدف من خلال هذا ألتعاون إتاحة ألفرصة للمجلة للإنتشار بين دوائر معرفية مختلفة وتوسيع دائرة ألقراء ، وخاصة ممن يجدون مشقة في الإطلاع على محتويات ألمجلة عبر الإنترنت ويود أيضا بعض ألقراء إمتلاك نسخة ورقية من ألمجلة لالشيئ سوى رغبتهم في إضفاء شيئ من ألقرب والرومانسية على محتوياتها ، غير أن تلك ألخطوة لن تنال بشكل من ألأشكال من ألنسخة الإلكترونية ألتي أشرف على تحريرها ، وسوف تظل ألقصص متاحة بالكامل بدون مقابل للقراء إلا إذا إنقضت ألفترة ألواجب نشرها فيه طبقا لنصوص ألعقد ألذي وقعته ألمجلة مع ألمؤلفين ألأجانب ووكلائهم ، وسوف أتابع عملية ألحصول على حقوق ترجمة القصص ونشرها إلكترونيا وعل نفقتي ألخاصة بالطبع ، بينما سيتولى ألمركز القومي للترجمة ودار ألعين الحصول على حقوق النشر الخاصة بالنسخة المطبوعة بمنأى كامل عن ألنسخة الإلكترونية وفقا لسياسة ألنشر في كلا المؤسستين ، وإن كنت ساصبح مسؤولة أيضا عن تحرير ألنسخ الورقية من ألمجلة .
إنتهى ألحديث مع صاحبة ( ألبوتقة ) لكنه لم ينتهي أبدا مع هذا ألطيف ألسحري الآتي عبر بوادي وبحور ، يحمل إلينا أحلام إمرأة شرقية أفاضت ببوتقتها علينا مزيجا من جمال ألكلمة ولقاء حضارات ، تمخض عن مجلة ليست ككل ألمجلات .
لزيارة مجلة ( ألبوتقة) أنظر موقعها /
www.albawtaka.com
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved