
بعد عام واحد من زواجه من فيرا اضطر فلاديمير نابوكوف للذهاب إلى إحدى المصحات للتعافي من الإكتئاب والقلق اللذان أصاباه نتيجة للضغط النفسي الذي عاناه من الحكم التوليتاري السوفيتي، كتب أثناء ذلك رسائل عديدة ووفقا لإريك نايمان أحد المتبحرين في إنجازات الكاتب أنها احتوت على بعض المقاطع المؤثرة التي لم يكتب مثلها قط، أما بعض النقاد فيرون أن تلك الخطابات كانت تتحدث عن أحلامه في عالم آخر غير الذي يعيشه وهي التي ابتدأت منذ عام 1937 ، وهناك عدد قليل جدا من رسائله التي كان يكتبها لزوجته التي أقام معها في أمريكا وهي نادرة بخلاف رسائله السابقة وعندما استقرا في مونترو بسويسرا عام 1964 كتب يقول :
" أنا ملقى على الأريكة ويبدو أنني سأملي على بطاقاتي مؤلفي الجديد " .
في الحادي عشر من تشرين الثاني من ذلك العام بدأ نابوكوف في تحقيق حلمه بإنجازه لروايته الأخيرة " آدا " التي انتهى منها عام 1969 ولم يكتب غيرها حتى وفاته عام 1977 ، لكن فيرا وابنها ديمتري نشرا عقب وفاته " بطاقات حلم " وهي مجموعة مختارة من رسائله حققها وكتب المقدمة لها جينادي بارابتارلو مع مجموعة كبيرة من البطاقات بلغت 138 بطاقة دون عليها روايته " لورا " .
كانت خسارة الأدب العالمي الوحيدة التي أشرها النقاد على نابوكوف أنه لم يكتب أي شيئ من إبداعاته بلغته الأم، بينما حظي قراء الإنكليزية بها وهو أكبر فوز تسجله هذه اللغة لواحد من أعظم الكتاب في القرن العشرين المنصرم .
عن / الملحق الأدبي لصحيفة التايمز اللندنية