في مدينة الشِعر

2010-06-20
 أتنشّق في دمشق رائحة السماء..أتعالى على غاز الكربون الذي تبصقه السيارات بعد سُعال لأتنشّق رائحة السماء
أذهَبُ إلى دمشقَ..لأصاحبَ يمامةً على الرصيف أو وجهاً لا أعرفه في مقهى..لا أعرفه..أحمل أقلاماً وتبغاً وورقاً..وتذكرة رجوعٍ إلى بيتي البحريّ..أنفض ملح الموج عن جبيني..أستسلمُ لبرودة الأزقّة العتيقة..ألتجئ إلى ضياعٍ جميل يستمرّ لساعات..بين الأبواب الخفيضةِ والشبابيك المتقاربة إلى درجة العشق والعشّاق..والكريمةِ إلى درجة القداسة
هذه دمشقي...برغم ملايين الأقدام الرائحة والغادية...تظل دمشق دمشقي..أحب أن أتقاسمها طواعيةً مع سحابةٍ بريّةٍ عابرة...مع صوت نافورةٍ..مع حمام المآذنِ وكتب الشِعر..فدمشق لمن لا يعرفها ..مدينةٌ من شِعر مرصوفةٌ بالكلمات..مزنّرةٌ بالصور..مضمخةٌ بالخيال..لعلّني حقاً أذهبُ إليها..لأكون شاعراً..بل لأطلبَ منها نعمة الشِعر..أنا في جوار البحر أشبه أكثر..صدفةً أو سمكة..وفي دمشقَ أكتب قصائدي..كما لو أنني ألمسُ حبيبة
أتسكّعُ في هذا الجمال..أحظى بمكانٍ لفنجان قهوة في مقهى على ناصية شارع \الشعلان\..أتصفّح الجرائدَ..أطردُ دخان السيجارة من رئتي..يتبدد وأتبدد معه..أتذكّرُ قصصَ حبٍّ كالدخان..عشتها مع نساءٍ من دخان..لم يبقَ من نعمهنَّ على جبيني..إلاّ الشِعر..
أتذكّرهنَّ في دمشق...فيها فقط..أتذكَّرُ متخلّياً عن بكائي السرّي..ولكن غارقاً في الاشتياق


اياد حمودة
دمشق 22\4\2010

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved