فوق التلة المطلة على قرية الحياة يقع قصر فاخر، يعيش فيه رجل في غاية الثراء . خرج الى العالم في رحلة البحث عن معنى الحياة، حاملا بيده لوحة زيتية غالية الثمن ويرتدي نظارة سوداء . دخل الى دكان صغير يقع على أطراف القرية لشراء قداحة .
وفي هذه الأثناء دخلت فتاة شابة قروية غير متعلمة، تتدفق من محياها سيماء التعب وفي راحتيها تتجلى آثار الشقاء . انزلقت نظراتها على اللوحة الزيتية في يد الرجل، اغرورقت عينا الفتاة بالدموع، حيث أضاء في نفسها فيض من العذوبة . سألتْ الرجل الغني عن ماهية اللوحة :
أجابها :
- لا تكترثي فليس هناك ما يثير الإهتمام…
إجابة الرجل قد ألقت بظلال الغضب على وجه الفتاة القروية .
قالت بصوت شجي :
- لِمَ تسخر مني. هل لأنني فتاة فقيرة ؟ .
قال لها متجاهلا نظراتها المتوسلة :
- صدقيني لاشيء مهم في هذه اللوحة سوى انها تضم في ثناياها السماء، القرية، الطريق، النهر، الجبال، الوديان، الشمس، البيوت، الأشجار، الطيور، والبشر .
انفجرت الفتاة بالبكاء وغادرت المكان بسرعة، بعد ان استولى عليها حزنا، عندما احست بان الرجل يهوي في الفراغ وانه غارق في الظلام .