أيت
ها المتململة من عهودالترقب والوعود الكاذبة..
المحاصرة من القريب والغريب..
جوعاً وعطشاً ودواءً...
هاقد دبت بك الحياة بعد أن ترنحت طويلاً بين شواطئها..
فانفجرت حمماً وبراكين بوجه لصوص الليل المعتدين..
وحيدة أنت في معركة الشرف والكرامة..
واقرباؤك من حولك يستنكرون..
يجزرك الجلاد ويحرقك ..
وهم يأتمرون وينددون..
ثم ينسون ..ويتناسون..
أنت يصنعين بصمودك وبطولتك كرامة العرب وعزتهم..
أنت الإباء والتضحية في عصرالإنهزام والشعارات الفارغة..
أنت بوابة تاريخ الملاحم لمن يدخلون فيه..
ونبراس الشهادة والتضحيات..
وطريق المجاهدين الأحرار..
أراك ياغزة خلف الشعاع الممتد بين الفجروالنهار..
تسكبين ضوءالحياة في العيون التي غشاها ليل الهزيمة واليأس..
أنت هتاف المناضلين، يستبشرون بقدوم النصر..
يرددون أناشيدالحرية مع دوي الانفجارولعلعة الرصاص..
تزفين شهداءك بزغاريدالفرح..
أنت أغنية الأحرار، وثورةالمناضلين الشجعان..
غزة في الحياة شموخ وفي الشهادة خلود..
تاج فخار على رأس التاريخ..
وعروس المدن في قاموس الحياة..
ودمعة على خدودالزمن..
أنت الطهرفي زمن العهر..
والتصدي في زمن القهر..
وفرح المطرفوق أوراق الزيتون..
ووهج البرق على حجرالصوان..
غزة! أنت أجمل ماكتب عنك السيف والقلم..
أيتها الساهرة في غياهب الحقد والموت والخيانة وآلةالدمار..
إلى أن نستفيق من الخطب الذي غطى الركب..
وإلى أن يظل ينادي المستغيثون:(وامعتصماه!)
ولامن مجيب..
ستبقين صامدة بوجه الريح الصفراء كالطود الشامخ..
عصية على الركوع..
عصية عـلى الموت..
غـزة!ماأروعك،وأنت تطلقينها صرخة الغضب بوجه عدوالحياة:
ياعـدوالشمس! لا لن أساوم..
وإلى آخرنبض في عـروقي سأقاوم..
النصر ياغـزة آت..
فلا نامت أعين الجبناء..
سوريا/الحسكة:
عـزالدين ظاهر.

