مسٌّ يتمشّى في الأجساد

يسيرُ على خطوات الروح الشاردة

من الأصفاد إلى الأصفاد..

يمدُّ كتاباً محفوراً، في كتف الماء السائل

من أوديةٍ ردّمها الموجُ المتسلّقُ في الأعوادْ

مسٌّ يتمتع بالأورادْ

مسٌّ يتجبّر منتشياً، بسواد الكفّ ومحتفياً

بدموعٍ تُسكبُ في الأعيادْ

كيما يتكبّر معتنقاً كلَّ الأوغادْ

هل كلُّ الصورةِ أنّ المسَّ يجيء إليكَ

ويأخذ منكَ الوعدَ الفائتَ، من أوقاتٍ تعبتْ فيكَ

ولا يخبركَ عن الميعادْ..؟

لا تترك يدك تصافحه، إلاّ إن كنتَ من الأسيادْ!

***

مسٌّ يتمشّى في الكلماتِ

يهيمُ على كل الطرقاتِ

يجرّب حيلةَ ناسٍ ماتوا قبل حياةٍ كانت حلماً

حين تمنّى دمعٌ وجهاً آخرَ لا يتبلّل في المرآةِ،

ولا يتعلّل بالقسماتْ..

مسٌّ يتأنّى في تقدير الغربة، حين تكون على آتين

من الأقواس المقفلة العذراء

إلى أقواسٍ مالت وتملّت من تعبٍ وشكوكٍ وعظاتْ.

***

مسٌّ يتمشّى في المكسورِ

يقوم على عتباتٍ تصعد بالأعضاء إلى الأعضاء

ويهبط كالمارد، يجتاب الريحَ ويحني قاماتٍ تتجاوز

في طلعتها كلَّ جسورْ..

مسٌّ يتمشّى في المعذورِ

ويعذرُ فيكَ رجوعَ الدمعةِ من عينيكَ إلى شفتيكَ

ويقطفُ منكَ نقاطَ النورْ..

***

مسٌّ يمسسك ولا يأتيكْ

مسٌّ يتبعك ولا يهديكَ إليه، إذا يحملك على كتفيهِ

ولا يرميك..

يتحاشى عنك، ويهرب منك، ويأتي بكَ فيمن تلقاه

ولا يؤتيك..

يؤذيك إذا أوشكتَ تكون، ولا يتكوّن إلاّ فيكْ.!

لا..

يتكوّنُ إلاّ فيكْ!

***

المسُّ تمشّى في ممشاكَ

وحضّ عليك زهور صباكَ

ليجعل منكَ بلاداً تحفل بالزوّار، وتخرج من ألسنة النار

تمارس شيئاً من طقسٍ

وتبدّد رقصاً في عرسٍ، ما كنتَ سوى كالشاهد فيه تغيبُ

وأنت تفسّر في رؤياكْ

رؤياكَ.. سواكَ

وأنتَ.. خُطاكَ

وهذا المسُّ سيتمشّى، حتى يلقاكْ..

يلقاك وحيداً،

أنتَ ومن يتبعكَ هناكَ،

فلا تلبس.. ثوباً تتفرّقُ فيه يداكَ

ولا تلبسْ..

...

تتفرّقُ (فيكَ) يداكْ.....

ــــــ

f-a-akram@maktoob.com