" حواس مرهفة " مجموعة قصص مترجمة

2011-10-12
 مجموعة قصص مترجمة تفاجئ القارئ
بعوالم نعيشها بألم !
عن دار البوتقة للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت المجموعة القصصية الأولى " حواس مرهفة " ، والدار التي أصدرتها حديثة التأسيس بجهود فردية من الكاتبة والمترجمة المتألقة هالة صلاح الدين حسين التي تحرر مجلة " البوتقة " الالكترونية المعروفة بترجماتها لقصص وروايات الأدب الغربي الى العربية وبإبداع واضح ، وتولي الدار نظرة خاصة الى فن القصة القصيرة الذي تتخوف صاحبته من تهميشه مع تعاظم الرواية ، وعليه تنصب غايتها على رسم خريطة أدبية متخيلة للقص القصير المعاصر وإحياء الأهتمام بفن القصة بكل ما يضمه من امكانيات تقنية وعوالم أدبية كما عبرت عنه في رسالتها الأخيرة لمشتركي ومحبي بوتقتها .
حواس مرهفة مجموعة قصص تأخذ القارئ الى فضاءات مفتوحة وتصحبه كما تعبرهالة : ( في مسيرة كما الحلم الى جنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا متنوعة الأعراق ونيويورك المتلألئة الصاخبة وشواطئ كمبوديا الدامية وكندا المثلجة وصحراء العراق اللافحة وشرق لندن إبان ثورة التصنيع لتجابه القصص قضايا الهوية والحرب الأهلية وويلات حرب الخليج الأولى وسياسات الإرث المتعدد من خلال رحلة لاكتشاف الذات الآخر ) ،هالة في ترجماتها للقص الغربي تحاول ان تنقل تجارب الآخرين للمتلقي العربي مع التأكيد على منحها تراخيص نشر الأعمال من أصحابها وهو ما يعطيها مصداقية كبيرة والإحتفاء بنفس الوقت بإبداعاتهم وهذا مالا نجده في كثير من الأعمال المترجمة ، وهي سابقة أدبية تسجل لصالحها وهذا ما يظهر في عملها الأول الصادر عن دار نشر البوتقة إبتداءا من غلاف الكتاب الذي منح بموجبه النحات الأمريكي براد مايكل بورجوين صورة تمثاله " الهمس " وحتى آخر قصة في المجموعة .
في غضون الرحلة - تقول هالة - سوف تتكشف آلام الحرب والخسارة والارتطام بالآخر والعودة الى الوطن لتراه العين للمرة الأولى ، تنحسر كاملة في بهجة لاتنقصها المهابة ولا السرد الخلاق ، سوف يصطدم القارئ بصغار يكبرون ويتعلمون بأبشع الطرق في نيويورك على حين يجرد الحرمان في كمبوديا البشر من آدميتهم ليجول شرير الكتاب الوحيد ويصول ، والى ثلوج كندا لن تخفق ذروة القصة الرهيبة في نسيان إحساس طافح بالوحدة يرين على البطلة ، وفي غياهب الذاكرة والعقل ، وسط أجواء يهودية قد تحمل شيئا من السحر ، تنفض دراما منزلية تتراءى في الظاهر خالية من المتعة إلا انها تتجلى بلحظات مبطنة مفعمة بالجمال ، كذلك تتبدى معاناة الطبقة الفقيرة اللندنية في رؤية سابقة على عصرها تنطق غضبا في تناولها لخداع التدين الزائف وكفاح المرأة المتحررة وفقر الطبقة العاملة والزواج ، كما تكتنفنا أجواء الحرب العراقية لتفضح إحدى القصص ما يكابده الجنود من انتهاك عقلي متواصل تحت لواء الوطنية فسيتوقف القارئ المرة تلو الأخرى غرابة تعبير " نيران صديقة " .
إنها وبعد كلام هالة حكايات تنّقلت عبر ذلك ذلك الفضاء الشاسع لتحط بين أيدينا وأمكنة كان بمقدورنا أن نميزها مع اختلاف أزمنتها وتنقل عن الناقد الأمريكي إدورد أوبراين قوله : ( هذه القصص تعكس قدرة الفنان على الإقناع التخيلي الآخاذ ) ، سوف تدلف الى واقعية مريرة على حين تعكس قصصا أخرى حسا مرئيا بالفانتازيا ، لن تعبأ كثيرا بالأشباح وإنما بالمبصرين لها ولن تبرأ من العنف في تعاطيها للفقر والدعارة .
في ختام رسالتها لقراء ( البوتقة ) ومحبيها تقول : ( ينعم الكتاب بحس مفعم بالعاطفة وإن تلون بنبرة ساخرة ، لغة القصص محكمة بليغة ضاجة بالفكاهة ، ها هي حكايات ترنو بعين العطف تارة وعين القسوة تارة الى مجموعات شتى من البواعث والأزمات يسردها أحيانا كُتاب أفارقة يكتبون بالإنكليزية ، فالكتابة بلغتهم الأم تعني " تحرك قوات الشرطة " حكايات عن التشرد والهزل والبلوغ والدعاية السياسية ودائما وأبدا فقدان العقل وحواسه المرهفة ) .
مجموعة القصص " حواس مرهفة " تعويض لما خسرته القصة القصيرة أمام الرواية والآتي من الدار وهالة سوف يكون الوقوف وبقوة لهذا الجنس الأدبي الجميل كما تأمل المترجمة ونأمل معها .
الهوامش
رسالة المترجمة المصرية هالة صلاح الدين حسين الى قراء ومحبي مجلة ( البوتقة ) الالكترونية
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved