كنت استمع إليها وهي تعدد ما قبلت بالتخلي عنه إرضاءً لزوجها الذي تزداد اشتراطاته الزوجية كل بضعة أيام، تخلت عن وظيفتها التي جمعتها به في مكان العمل وكانت محطة تعارفهما الأولى، وركنت شهادتها الجامعية على رف الذكريات القديمة، وغيرت طريقة اقتناء ملابسها التي عرفها بها ليس من حيث الشكل فقط بل وحتى الألوان فأصبحت خزانتها مكتظة بالوان قائمة وأحادية وذهبت الوان الربيع الى غير رجعة، وقبلت بارتداء "الجبة" لتحصل على رضاه وحين ابدى اعتراضه أيضاً ارتدت "العباءة" لتعيش تحت ظل حبه، ولم يكن راضيا أيضاً، لم تعد ترى صديقاتها ولا بنات أقاربها ولا يسمح لها بزيارة احد، وشملت الأوامر عائلتها ووالدتها" السافرة" فلم يعد شكل الأم والعائلة يتناسب مع ممنوعات "فارس الأحلام" الذي اختارته هي بمحض إرادتها.. وحين رزقت بطفلين اكتشفت مع السنوات انهما قد اصبحا متوحشين يعانيان العزلة وادمان التلفزيون وآلاي باد والإفراط في الأكل، لا نزهات للاطفال ولا اختلاط بالأقران ولا بالاقارب ولا خروج الى اقرب محل تسوق الا بموافقة الزوج التي غالبا ما تتأخر بالوصول الا بعد اقناع وتوسل تمارسه الجارية عفواً "الزوجة" وليس شرطا ان تنجح كل محاولاتها لشراء ما أراده الطفلان ما دام الزوج يوفر كل ما يريدان فعليهما القبول به وعدم رفضه.
كانت تتحدث وهي تعرف أنها لم تعد تلك الشابة المليئة بالطموح والأحلام والشخصية الخلاقة والجذابة وانما مجرد "جارية" ان فكرت بالرفض او التمرد فان تلويحة الزوج بالانفصال سرعان ما يشهرها بوجهها الذي كان يغص بألمه وحزنه وقلة حيلته.
وحين تسألها لماذا تقبلين واين انت من كل هذا ترد بخنوع وانكسار وخجل: ماذا افعل انا احبه لكنه يفهم حبي ضعفا وانهزاما.
امرأة من عصر الجواري تدفع ضريبة عقد طفولية وسلوكية وتربوية لرجل يفهم ان المرأة مهمتها التناسل وتنفيذ الأوامر وتربية الأسرة فقط !!!
عن رابطة المراة العراقية