أجاثا كريستي .. حياتها ألخاصة !

2009-08-19
مضى أكثر من 30 عاما على وفاتها في يناير / كانون ألثاني 1976 ، وها هي تعود أخبارها إلى ألأضواء مرة أخرى .
في//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e053ec9d-806f-42c6-a380-a92100ab10d9.jpeg واقع ألأمر لايوجد شيئ سري وغامض في حياتها ، إلا أن ألباحثة جانيت مورغان واضعة سيرة هذه ألروائية قامت بأول تحليل عن حياتها عام 1984 مستندة على وقائع حياتها ألمختلفة حيث تقول عنها : ( أجاثا سيدة ريفية بمعنى ألكلمة ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي ألمنتجع ألصيفي في جنوب بريطانيا بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات ألحقبة ألتي عاشتها تماما ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية أو تسعى وراء مغامرة ) .
في مقابلة مع هيئة ألإذاعة ألبريطانية أفضت صديقتها ألمقربة ألين لين بحديث طويل حول حياة كريستي وكيف كانت تعمل على ألأرض ، ألين قالت في ألمقابلة : ( من ألمخيب للآمال أننا لانملك ألكثير مما كانت تعتمده كطريقة لكتابتها ، وكذلك ألأفكار ألتي - خربشت - بها دفاترها ، وأخرى بشكل عشوائي على قصاصات من ألورق ، لكنها وجدت في تجوالها في ألريف الإنكليزي فرصة لبلورة هذه ألأفكار حيث كانت تتحدث وبصوت عال مع نفسها ) .
أجاثا كريستي كتبت أكثر من 90 رواية بوليسية بيع منها ما يقدر بنحو أربعة مليارات نسخة ، ولم يفوقها في ألبيع إلا وليم شكسبير والكتاب ألمقدس .
أجاثا تمتعت بالحياة على نحو كامل ، فهذه ألفتاة ألضئيلة ألحجم والجميلة ولدت في توركواي عام 1890 وتنتمي إلى عائلة متوسطة ، كان والدها يحب الترفيه عن أسرته فلم يبخل عليهم بشيئ ، بينما كانت والدتها إمرأة غير عادية شجعت أجاثا وشقيقتها فايج على ألتعبير عن ما يختلج في نفوسهما من إبداع بعد أن تلمست فيهما حب ألكتابة ، فنشرت فايج قصصا قصيرة في مجلة فانيتي إلا أن كريستي كانت تتوق للغناء أكثر من شقيقتها في مطلع حياتها .
ما إن كبرت كريستي حتى كان زواجها ألأول متزامنا مع حلول أعياد ألميلاد عام 1914 من ألعسكري ألبريطاني ألمتزمت أرتشي كريستي ،لكن هذا ألزواج فشل بسبب ألصحبة ألمشتركة أو ألرفقة ألزوجية كما تعبر عنه ألباحثة مورغان ، فضلا عن إرتباطه بعلاقة عاطفية مع إمرأة أخرى وتم طلاقها بعد أن أنجبت منه إبنتها روزلند .
في تلك ألفترة لم تجرؤ كريستي على ألكتابة باسمها ألحقيقي فلجأت إلى إسم مستعار هو ماري ويستماكوت لتنجز بعض ألروايات ألرومانسية ألتي حاولت من خلال كلماتها ألهروب من طوق زواجها ألأول ،لكنها في عام 1930 تزوجت من ماكس مالوان عالم ألآثار ألمعروف بعد أن إلتقت به في إحدى سفرياتها إلى ألشرق وكان عمرها آنذاك 39 عاما ، هذا ألزواج فتح لها ماكانت تشكو من تحجيم لأفكارها فانطلقت مع هذا ألزوج ألمثقف في رحلة فكرية متجانسة أثمرت ألعديد من ألروايات ألهامة والتي أضفت عليها طابعا بوليسيا هذه ألمرة ، واصبحت تنتج ثلاثة كتب في ألسنة .
كان زوجها ألثاني يعمل بالعراق فكانت تسافر إليه في كل شتاء وتجولت في ربوع هذا ألبلد ألزاخر بالحضارات ، وكان يقيم لها خيمة منفردة حتى تتفرغ للكتابة أينما حل في مناطق ألعراق وبقية ألمناطق ألآثارية كالشام وشرقي ألأردن ومصر وأنتجت وقتها روائع قصصها منها : جريمة في قطار ألشرق ألسريع/ و لؤلؤة ألشمس / و موعد مع ألموت / و موت على ألنيل / و ألموت يأتي في ألنهاية وغيرها ، وعندما كانت تعود إلى دارها بلندن تتفرغ لكتابة رواياتها حتى أصبح من ألنادر رؤيتها وهي تخرج من منزلها ، هذه ألصورة أصبحت ملازمة لها بالوقت ألذي فسح لمنتقديها أن يأخذوا عليها هذا ألتزمت ونعتها بشتى ألنعوت منها ألرجعية والخالية من ألعمق والبعيدة عن ألواقع حتى فاجأت ألجميع بروايات كانت دليلا قاطعا لسر هذه ألعزلة .
هذا ألنجاح جعل من كبريات شركات ألإنتاج ألسينمائي يلجأؤن إليها كي يصنعوا من قصصها أفلاما ناجحة ، فتم إنتاج 30 فيلما لرواياتها منها مصيدة ألفئران ألذي أفتتح عام 1953 وأحدث هزة في ألوسط ألسينمائي ، أما أليابانيون فقد أنتجوا لها نسخا من الرسوم ألمتحركة أيضا .
أجاثا كريستي متأصلة ألحكمة خاصة وهي تبحر في تحليل ألطبيعة ألبشرية وهي تلبية أخلاقية لايمكن ألعثور عليها إلا في صفحات كتاباتها ، وتكمن أيضا في هذه ألمرأة ألتي هي سر من أسرار عبقريتها .
ألهوامش
(1) لورا طومسون / كاتبة إنكليزية
(2) صحيفة / ألتلغراف أللندنية
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved