كم أحتاج لأنثى , تغلق الذاكرة وتفتح الآن , كعلبة فول, متأكدة, إن المقلاة على يميني ,فيما تلتقط البقدونس المذبوح عن حور أصابعها, بشفتين ,كيدي صياد صغير يلاحق سمكة صغيرة في شلال الهواء, قبضة إثر قبضة ,كصبية تفلت من مخاصرة معانقها برقصة غجرية .
كم أحتاج لأنثى ,. انتظارها فضيلة؛ إذ أصبح كالمزولة في وسط الساحة, ابتدع الساعات للعابرين, فيلتقطوا أوقاتهم بسرعة ويغيبوا في أول مفرق يؤمه مترو الغياب, أو يتمهلوا ,مازال الوقت كافيا لمطالعة جريدة , وجها أو ذكرى . في حين يحط على كتفي عصفور دوري لم ينظف نفسه من شحوار أحدى المدافئ ,يتلفت بحزر, فقط الحديقة, يمسحني بذيله ويعلن أني من أملاكه , يزرق شيئا ويطير!.
كم أحتاج لأنثى , تصرخ في وجهي كثورة, فتهب رياح من نافذة ما, تحمل زهر لوز وأكثر, فتلاعب قلوعها من شَعر وتنورة, فتكسر أصيص خيبتها بي, وتعيدني ليمينها,بفنجان قهوة,نبتسم بخبث, فلدينا الآن سرا عن جارتنا النمامة.
كم أحتاج لأنثى, تخطفني ,تطالب بفديتي ,مني أنا أو أنها سترمني من أعلى شرفة عينيها إلى شفتيها ومن بعدها ستجرجرني كحصان بعجلات بيد طفلة على أوراق حضنها ولن تكتفي ستعلقني كلوحة دون أطار سرقتها خفية من حائط صديقتها الرسامة ,تشلح معطفها عليّ عندما يفاجئها صديق أو معرفة بعد عودتها من تقديم بلاغا بحق من كنتُ يوما لها حبيبا , فكيف غبت عن لوحاتها وأنزياحات ألوانها أو ليست فراشيها مصنوعة من شعر رأسي ؟!,وجزمتها من جلد ظهري؟!, فلابد أنها
قاتلتي !؟.
كم أحتاج لأنثى, تعلن حالة الطوارئ ,تمنع التجول في شرايين دمي حتى تنضو عن قدميها المسافة ,توقف تنفسي متلبسا باللهاث فتقوده مكتوما إلى سجن يديها ,هناك اعترف بكل جنح المراهقة إلى جنايات الرشد لكني لم اقترف جريمة الخيانة العظمى
وجميع جرائم الأخرى سقطت بولادة العهد الجديد فتطلق سراحي مشروطا بعدم الابتعاد عنها قيد شهيق وزفير, إلى أن يتبين الخيط الأبيض من سواد القهوة.
كم أحتاج لأنثى, كالمدينة نأتي إليها هاربين ,فنضيع فيها ,ننسى أعمارنا في المحطات, فلا نتوقف أمام المرايا إلا لنحلق ذقنا أو نهندم ياقة قميص, نمشي بهدوء الظلال في ممراتها ,نعدو عندما نكون متأخرين ,تسندنا حيطانها لما نتهاوى ,نشرب خمر الأحلام ,فنسكر بالواقع ,نستفيق على انتصارات وهزائم لكن نعرف أنه سيكون لنا في النهاية مكان يأوينا, بيت ملك , غرفة مستأجرة , أو سقف جسر والأجمل مكان لتتسكع فيه.
كم أحتاج لأنثى ,أقرؤها كألف ليلة وليلة ثم يطلع الصباح ويكون شهريار قد مات فيّ, تمحي أميّة مسرور, تعلمه البستنة ويتلو بأمرها عسس الليل الشعر في ضوء القمر ليطيب السهر وتجار المدينة يتبرعون بالدفاتر والأقلام في عيد ميلادها ليرسم الأطفال وطنا من شجر وترسلني إلى مدرسة الحياة من جديد ثم ترويني كحكواتي المقهى .
وقال الراوي يا سادة يا كرام:
كم أحتاج لأنثى كغانية المعبد أخرج من صومعتها مكللا بخطيئة المعرفة .