أورٌ على أورٍ وأنتَ اوارُ
والرافدانِ على المدارِ مدارُ
كتبوكَ فوقَ الطينِ منذُ تطلعَتْ
فوقَ الضفافِ الى الضياءِ ديارُ
يا روحَ دجلةَ والفراتِ اذا دجى
ليلٌ ، وأظلمَ في السطوعِ نهارُ
يا هيكلاً للحُبِّ رتّلَ نايُهُ
سِحراً ، فأكملَ سِحرَهُ القيثارُ
يا ناصباً للنجمِ خيمةَ راصدٍ
والمُلْكُ تخطفُ قلبَهُ الأنوارُ
ومُصَنِّفَ الأرقامِ رهنَ جداولٍ
فيها الحسابُ على الحسابِ يُدارُ
ومُخَلِّدَ التاريخِ رفقَ كتابةٍ
أرسى بُناها عقلُكَ الجبّارُ
لله قلْ لي يا سليلَ مَسَلَةٍ
كيفَ انغشيتَ ففاتَكَ الأِبصارُ
وتركتَ فتيتَكَ الورودَ لظلمةٍ
يختالُ فيها قاتلٌ غدّارُ ؟!!
********
ملاحظات :
1ـ لعلَ من نافل القول تأكيد ان اختراع الكتابة كثاني أعظم انجاز بشري مثلما يصنفه علماء النفس والاجتماع والتاريخ ـ بعد الإنجاز المتمثل في امتلاك الانسان اللغة والنطق ـ كان إنجازا عراقياً سومرياً تمَّ على مراحل الى ان اهدى البشرية جمعاء الخط المسماري كأول نوع من الكتابة والقراءة في تاريخ البشرية قاطبةً في حوالي 3200 سنة قبل الميلاد.
2 ـ الحساب الستيني أو الدائري هو فكرة واختراع سومري من وحداته 30 ، 60 ، 90 ، 120 ، 150 ، 180 و 360 وهو يمثل درجات الدائرة والزوايا من جهة ، وحساب الزمن والتقويم السنوي من جهة ثانية ، وهو الى الآن حسابٌ معتمدٌ في الرياضيات والفيزياء والهندسة عالمياً.
3 ـ لا نرانا نكرر بلا سبب في هذا الصدد بل نذكر هذا امعاناً في تبيان المفارقة التي تقوم على أساسها القصيدة : ان علوم وفنون الفلك والفيزياء والرياضيات والموسيقى والهندسة والمعمار والري والقانون قامت كلها بدايةً مع علوم وفنون أخرى في العراق السومري وسجّلت منذ البداية اجتراحات مذهلة تعجز عن وصفها وتصور حدوثِها البشرية المعاصرة.
4 ـ زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : يوم الجمعة 13 من كانون الأول 2019 ، في برلين .
