الحق وابن عمه في دراما رمضان هذا العام !

2011-01-17
دراما رمضان هذا العام يمكن ان تكون مبنية على هذا القول الذي يتداوله الأخوة في مصر في اغلب تعاملاتهم الحياتية ، فإذا أردنا ان نعرف الحق فيما عرض علينا طيلة هذا الشهر الفضيل فقد يكون لإبن عمه نصيبا كبيرا فيما شاهدناه .
تنوع الانتاج الدرامي العربي خاصة المصري منه بسيطرة الصعايدة على اكثرية العروض المقدمة تلك لرواجها وتقبلها من قبل المشاهد المصري أولا وبعض المشاهدين العرب في بلدان عربية مختلفة ثانيا ، ومع انها حملت هما مصريا بالدرجة الأولى إلا انها اشارت من وراء الستار الى هموم عربية قد نكون نعاني منها كما في " مملكة الجبل " أو " موعد مع الوحوش " أو " الكبير قوي " وغيرها لكنه في النهاية الحق الذي لا نقبل لابن عمه مشاركة فيه هو انها لم تعط الانطباع الذي سادت عليه الأعمال الدرامية السابقة في رمضانات الأعوام الفائتة كما في " الوتد " أو " الضوء الشارد " ، أما الأعمال المنضوية تحت مسمى التأريخ فقد حاول المصريون والسوريون أن تكون لهما منافسة واضحة سيما وانهما سباقون في تناول هذه المادة وتطويعها وفق أمزجتهم وهكذا شاهدنا " الجماعة " الذي يحكي قصة الأخوان المسلمين وصراعهم الأزلي مع السلطة في مصر ، و " كليوباترا " التي اعادوها للحياة بطريقة جديدة من بطولة الممثلة السورية سولاف فواخرجي ، أو " القعقاع بن عمرو التميمي " ، أو " سقوط الخلافة " الذي شهد الأيام الأخيرة لدولة العثمانيين ، أو "ا لسائرون نياما " الذي اعاد فيه المخرج محمد فاضل زوجته الفنانة فردوس عبد الحميد الى الواجهة مرة اخرى وكأنه سباق محموم بين ان يكون الممثل فلان أو فلانة موجودان في الساحة الفنية كي لايغادرا ذاكرة المشاهد بغض النظر عن الفعل الدرامي الحقيقي الملامس لشعور المتلقي .
أما هنا في العراق فقد حاولت بعض الفضائيات أن يكون لها موطئ قدم مع هذا الماراثون الدرامي التأريخي فقدمت الشرقية " آخر الملوك " ولا أعلم كم من المشاهدين العرب خاصة استقطبهم هذا العمل الذي حاول ان يلقي الضوء على مأساة العائلة الملكية متمثلة بآخر ملوكها الشاب فيصل الثاني بعد أن فرضت الممثلة نادية الجندي وجودها على مأساة ثانية للملكية في مصر .
الدراما الخليجية من جانبها كان لها حضورا واضحا وقويا اسهمت اسهاما كبيرا في استقطاب جمهور عريض من المشاهدين خاصة مع عودة " ليلى " في جزءه الثاني و " ليلة عيد " للفنانة المتميزة حياة الفهد ، وبتصوري انها تفوقت على كثير من الأعمال الدرامية المصرية والعربية الهابطة التي عرضت مؤخرا .
شهد رمضان هذا العام عودة وغياب بعض النجوم الذين اعتاد المشاهد العربي متابعتهم كالفنان الكبير نور الشريف والفنانة صفاء أبو السعود التي عادت في عمل جميل ومؤثر هو " اغتيال شمس " الذي يعكس محنة العقل العربي المبتكر وسط المافيات التي تتاجر حتى بهذه العقول ، والحق الذي لامواربة فيه ان رمضان الحالي قد شهد تنافسا واضحا بين الأعمال الجادة والهابطة وذائقة المشاهد العربي تعلمت ان الذي يبقى عالقا في الذهن هو العمل المتميز وان الذي لايثير جدلا من هذه الأعمال لايستحق المشاهدة بتعبير إحدى الإعلاميات العربيات ، كما في عودة الفنان الكبير يحيى الفخراني في " شيخ العرب همام " الذي يندرج ضمن الأعمال التأريخية وقد حاول كاتبه السينارست المصري عبد الرحيم كمال ان يستلهم من خلال هذه الشخصية كل المفاهيم البطولية والخصال العربية الصميمة والعودة الى الأصول ، حيث يخبرنا الكاتب أن همام ومن خلال عشائر " الهوارة " قد حارب المماليك وأرسى دعائم الحب والسلام بين العشائر الأخرى وهو بالتالي يعود بنسبه الى سيدي همام بن سيدي أحمد بن سيدي عياش وصولا الى الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقد انتشرت قبائل همام الى أقصى بلدان المغرب العربي متمثلة بآخر الملوك المغاربة حاليا .
هذه العودة سجلت عودة اخرى لفناننا السوري الكبير جمال سليمان في دراما جميلة أعادتنا الى زمن الرومانسية التي افتقدناها طويلا في " قصة حب " استطاعت بحق دون ابن عمه أن تجّمل ليالينا في رمضاننا الكريم .
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved