يت
وارى النهار ,
وتسحب الشمس
خيوط اشعتها الشبيهة
بالثعابين
من اعناق اغصان الاشجار
وتتراخى يده
على خاصرة الصفصاف
ونهود الكروم .
يتسرب الليل بثوب من الأغاني
الى الاحياء
يهدم في ازقة المدينة
اسوار العبثية ,
تنفض اغبرة التكرار
عن وجوه المصابيح المصفرة
على الارصفة الضجرة .
تتسلق ضياء القمر بلهفة
على جدران
وأسيجة المنازل ,
توقظ بصفيرها المباغت
ودون ان تكترث
بجدولة ساعات اليوم
الاطفال من نومهم المبكر ,
وتملأ بشهوة ابتساماتها
البرك
لتتعرى النجوم فيها
كعانسة قروية
بعيدة عن الشعور بعار انوثتها ,
يدق بأنامله شخير الصمت
ويفرش شوارعاً
تتقيأ عليها
في النهار
قهقهات مقززة
لأقدام
بترها الشمس .
من نوافذ المنازل
تشبه رائحة الضحكات
القادمة من الغرف الساهرة
رفرفة تلك العصافير
التي تنسكب مساءً
في صدور الاشجار
وتحلم بسهول
تضللها الغيوم ,
المدينة سهول تحدق فيها العيون,
اغنية في الليل
على شفاه الانفتاح
ومناقير الحمامات .
الليل يشبه باصاً لمدرسة
يخرج من شبابيكها الاطفال
رؤوسهم
و ينشدون اغنية
لا تفهم كلماتها الشمس .
الليل يشبه سرباً من الطيور
تجتاز في طيرانها الطليق
البحار والجزر والاودية
وسلاسل جبال
دونما جواز سفر .
الليل نبض قلب لسنبلة
يغفو فيها
رقص المطر
ووشوشة الفراشات .
الليل رسالة بشرى
تحملها الجداول
لمروج غادرتها الفراشات ,
المدينة صفقة اجنحةٍ
في الليل
بعيدة عن الشمس
التي تذلها .
auzim1975@yahoo.com

