الزبد يذهب جفاء..!!

2014-02-15
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a4c61726-5305-4e88-b66a-925e4821f531.jpeg
على شرفة البيت القديم كانت تعد النجوم وتهمس في أذن القمر كل حروف القهر وكلمات الحزن.. تنظر إلى المتسللين تحت المصابيح المتباعدة ..لتقرأ ما وراء وجوه المارة من أخبار دفينة عن زوجها الغائب .
تشيح بوجهها وتصوب بصرها عبر النوافذ القريبة والبعيدة التي تزفر مصابيحها الناعسة أضواء خافتة، فتتنهد بعمق لأنها تعرف بأن وراء كل نافذة سراً أسدلت عليه الستائر، وخلف كل جدار صفيق روحاً هائمة تختزن الكثير من الأحلام ، فتنزوي في ركن لا ترى منه ..كانت تراقب ..!لم تنم ليلتها.. كانت دموعها حارقة وزفراتها كاوية تحاول عبثاً احتباس مسيل الدموع فلم تفلح..
الدموع تحرق المآقي وتلهب الوجنتين فتتلظى من وهجها الشفتان فترتجفان لتطلقا همساً
ولكن ماذا يجدي ..!
كان ليلها ثقيلاً لتنسج منه غلائل الصبر..
ها هو ذا يعود الليلة همّت أن تصيح باسمه عالياً عندما طال مكوثه لكن كبرياءها منعها من ذلك.. لم يطل ذلك الحلم... فشمس حضوره خرجت متثائبة تلملم ما تناثر من أطيافها لتتسلل بهدوء إلى نافذتها.. نهضت بتثاقل لتسدل الستارة أملاً باستمرارية ذلك الحلم..!!

عقيل هاشم الزبيدي
العراق

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved