معركة الرواية وانتصار الامزونيات الثلاث !

2010-02-08
من يستطيع ان يصدق ان ثلاث جوائز عالمية أدبية مرموقة يمكن ان تحوزها المرأة هذا العام متخطية فيها عشرات الرجال الذين قاتلوا بضراوة للفوز بها الا ان الامزونيات الثلاث انتصرن في النهاية . *
الأولى كانت نوبل للآداب والتي فازت بها الروائية الالمانية من اصول رومانية " هيرتا مولير " ، وهي ارفع جائزة ادبية يتسابق كبار الكُتاب في العالم للفوز بها ، لكنها كانت من نصيب هذه الأمزونية التي تسلمتها بعد منافسة شديدة ، أما الثانية فهي مان بوكر بنسختها العالمية والتي حازتها عن جدارة هذا العام الإرلندية " هيلاري مانتل " عن روايتها " ذئب الصالة " اما جائزة غونكور الادبية فقد خطفتها الكاتبة الفرنسية من اصل سنغالي " ماري ندياي " التي اصبحت أول امرأة سوداء تفوز بها .
ندياي البالغة من العمر 42 عاماهزمت جمهرة كبيرة من الكتاب بلغ تعدادهم 106 وحضيت ب 10000 يورو وهو مبلغ ضئيل ولكن ينظر للجائزة على انها شرف ادبي فرنسي يمكن ان يحوزه اديب مع ضمان بتصدر نتاجه قوائم الكتب الاكثر مبيعا .
ندياي فازت بروايتها " ثلاث نساء قويات " الذي صدر عن دار نشر غاليمار ، وهذه الامازونية الثالثة ولدت في فرنسا عام 1967 من اب سنغالي وام فرنسية في ضاحية بباريس ، وهي تعيش الآن في برلين وحصلت في العام 2001 على جائزة فيمينا الفرنسية عن كتابها " روز كارب " ودخلت ندياي عام 2003 السجل المسرحي للكوميدي فرنسيس بمسرحية " بابا يجب ان يأكل " وفي رصيدها حوالي 20 رواية وقصة قصيرة صدرت اهمها عن داري نشر مينوي وغاليمار ، صحيفة لوموند اشادت بالرواية الفائزة وقالت : ( انها تتحدث عن الانحلال الاخلاقي ، ولؤم ومعاناة الانسانية وببراعة استثنائية استطاعت ندياي ان تغور في اعماق البؤس واعطت في نهاية الرواية سبيلا للخلاص ) .
ندياي حين فازت بالجائزة قالت لوكالة فرانس برس للأنباء : ( انها لم تفكر بتلك المصطلحات التي تقول امرأة سوداء تفوز بغونكور ، ولكنها تفكر كيف اني التقي يوميا بالكثير من الشعب الفرنسي واحاول ان اثيرهم ومصائب الافارقة لديهم وبالرغم من انني فرنسية 100% الا ان جذوري افريقية وهذا ما يلمسونه بي من خلال لون بشرتي واسمي ) .
دار غاليمار التي اصدرت الرواية قالت عنها : ( ثلاث نساء قويات رواية تحكي عن نورا وفانتا وخادي ، وكيف قدر لهن المحافظة على كرامتهن في مواجهة الاهانات التي أصبن بها في الحياة وكيف كانت محاولاتهن الهجرة الى اوربا وبطريقة غير مشروعة والصعوبات التي تعرضن لها ) .
ان الادب النسوي ليفخر بما حققته هؤلاء النسوة اللاتي لو قدر لهن ولوج اسطورة الأمزونيات المحاربات لشيدن من جديد مملكة أدبية تليق بمكانتهن ويحسدها على هذه المكانة عشرات الرجال .
*الامزونيات / هن النساء المحاربات في عصور الحضارة اليونانية القديمة وتشير الاساطير على بسالتهن بالحرب وتأسيس مملكة كبيرة قد تكون شبه جزيرة الأناضول بتركيا أو منطقة البحر الأسود موقعها المفترض .
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved