موال
1-جرح
يغور الجرح، جرحك الكريم،
بين غمامتين.
ويكفكف برق خيبتك
وميضه الغبش،
تُرى من أين تهب أنفاسك؟
لم أعهدك في الشجر
ولا في ساعات السحر
هل سرقت الأهواء عبيرك أم تراني
أهيم في ظلالك؟
دعيني أقبِّل هذا الصمت المعلق
بين سعفات الليل
وأعيد إليَّ
نضارتي الأولى من شروق بسمتك!
دروب المارة تعبر مرآتي
ومواويل قديمة تشتعل
في الرأس،
تردني إلى صباي
ومملكة اللهو تؤسس من خطو الزمن
أستار حلكتها.
دعي أنفاسك تعبر نافذتي...
هاهي مفتوحة لنواقيس الليل
الذي يعذبني!
هل ترين سقف القرميد
وهو يتراقص
تحت ضوء الشمعدان؟
هل ترين حزني
وهو يحوم حول خيمتك؟
إني، الآن، أرنو، من خلال القمر، إليك
وأحفر اسمي/ اسميْنا في بلاهة
العبور!
أليس القمر عابرا؟
ألست أنتِ طيفا عابرا؟
أليست الضحكات، البسمات، التواريخ، القبل،
الكلام، الحكايات، الأفراح
...................
مجرد عبوات فارغة
سرعان ما تذوب في كفي
أو كفك؟؟؟
دعيني الآن أنام
وأشتهي الأحلام الباردة
كي يقص عليَّ شبح الليل
أسطورة الشمعدان الخائف
الذي يرتعش أمامي الآن
تراه يرتعش من ذكراك
أم خوفا من قلم يدوي
بين يدي/أناملي؟
دعيني فقط
أروح إلى
حزني
وقلمي
وسراطي المستقيم!
2- قمر سيد
أهرقي علي حماكِ
أيتها الليالي السود
فما عاد قمري سيدا
ولا صار كفي، في السواد، دليلا
أهرقي علي، يا امرأة،
حزنك المرصود في المرآة
كشبح الظهيرة وهو يتلألأ
في السراب.
أهرقي كثيرا، حتى إذا ما سرت
في الطريق إليك
دلني جنوني على الحريق.
أهرقي علي يا قبيلتي
لعنة رمادك
كي أفكر في النهائي
الذي يوصلني إلى
حماك.
أهرقي علي (.....)
مطرا لأغسل الأسئلة من رماد
الفجيعة
وأغسل نفسي مني.
وأسير....ووو.....
3-أشياء غريبة
لأنهم لا يعرفون ثمن الدم المراق
على جدار الصومعة القريبة من قلب الأرض،
لأنهم لا يعرفون لون العيد الحزين
تحت أنقاض الوهم،
لأنهم يفرخون أحزان الناس من حيث
لا تدري الريح ولا الأمطار.
لأنهم كذلك فهم أصنام وتماثيل.
لأن العوسج عربي والدم عربي
والخبز عربي والتراب عربي
والليمون عربي، والزعتر عربي؛
فكذلك الحلم البارد المتاخم لأصوات
تأتي بها لوعة البحر من بعيد.
لأن الكرسي الأزرق العتيد الذي لا يستحيي، والكوب الفارغ الذي ينادي كل صباح
فوق مائدة مهجورة
تحت شجرة المزاح،
يعوي، يعوي، يعوي، مثل ذئب جائع...
فلن يمر الجسد الفقير الملتاع من هناك!
لأن السفر ما عاد يفضي إلى المروج الفينيقية
وما عاد يكشف عن حلاوة الصبح القادم
من كل الفجاج.
وما عاد يجلب البسمة
إلى شجر العرعار...
وما عاد يرمي، في وجهك، الحناء حتى،
فلن أسافر ولو مع الريح.
لان العتبات الدموية رصت كواليسها خلف
الأماني الطينية،
ولأن الصباحات نسيت تحت الوسادة الليلية،
ولأن كل الألسنة عطشى لرائحة التراب،
فقد كره الماء كل تلاوين الرحيل،
أطفأ الشفق حمرته هناك ثم نام.
********************
لماذا رموك يا حجر الشرق قرب المكنسة
وناموا عراة على الحصيد؟
ألأن المماشي الطروادية أُهيل عليها
رماد الخذلان أم لان الناعورة السامية
ما عادت تميز بين الطين والتبر؟؟
ها دمك يا حجر الحضارات تهاوت شظاياه
بين الفرات والنيل،
يلتقطك لصوص الليل
بلهف دون أن يعرفوا
مداك.
يظنونك الشب اليمني أو عين عفريت
يستضيئون بك في ليل الخسارة...
ولا يندمون...
فالندم لغة الفضلاء.
أنت حجر وضيء جدا وفضاح
تجعل الحقيقة عارية تمشي على السطور.
فلا تقلق يا حجر الخطيئة،
فدمك فنار وهاج بين المساءات المتهالكة،
وأشياء غريبة تعبر دما مثلجا
مثل ليل
القبيلة.
ليل القبيلة الذي يعبر الآن ساهما
مثل رحلة "تيطانيك" على شاشة التلفاز
ومثل فراغ الجنود العائدين من حرب
خاسرة
لم تدفعهم إليها
سوى يد الريح
ذات نزوة بشعة!
فما الذي يحدث الآن أيها الدم البارد
وأنت تستقبل المدى المفرغ بالنزيف؟؟
ما الذي يحدث وكل الفلسفات جعجعة...
وكل الجهات هباء؟؟؟