فيلم رسوم متحركة يسطو على سوبرمان
ويغازل الكبار والصغار بقوة الخيال !
هل نحن بحاجة الى " ميجامايند " فعلا كي يثير في نفوس الكبار والصغار كل هذا الخيال والسحر ؟ ومتى ستغادر تلك النفوس صراعات الخير والشر لتنطلق الى رحابات أوسع مما تفكر فيه ؟ تساؤلات عديدة يمكن ان يثيرها فيلم الرسوم المتحركة الجديد " ميجامايند " الذي انتجته " دريم ووركس " ، وهي من الشركات السينمائية العملاقة كانت قد تخصصت بتقديم مثل هذه الأفلام ، وهي نسخة لاتختلف في شيئ عن قصة البطل الخارق سوبرمان بعد تغيير واضح في الأسماء ، هذه الاستعارة إن لم نقل بصريح العبارة " سرقة " لرواية شهيرة اسعدت الملايين من الصغار والكبار على حد سواء منذ عقد الثلاثينيات من القرن الماضي حتى اصبح سوبرمان البطل الذي لم تفلته خيالاتنا وخيالات منتجي الأفلام الساعون الى الربح ، ولا أدري لماذا سكت اصحاب الرواية الأصلية وورثتها عن مثل هكذا سرقة ؟ لكنه مع كل ذلك منحنا متعة كبيرة سواء في قصته التي حاول الكاتب الآن . ج سكولكرافت ان تكون نسخة ثانية من البطل الطائر سوبرمان مع اضفاء احداث جديدة ومشوقة لكن بأسماء اخرى ، أو باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد الرقمية التي هي آخر ما توصلت اليها صناعة افلام الكارتون التي باتت تستخدم في أعمال كثيرة كان منها آفاتار في جزئه الأول والثاني وأفلام الألعاب الإلكترونية .
ميجامايند كما في سوبرمان هنالك صراع بين الخير والشر والجميع يستخدم القوة الخارقة ، هذه القوة تتفاوت بين الرجل الطيب القادم من كوكب سماوي بعيد سبق وان تعرض للتدمير وعمره آنذاك لايتجاوز الثمانية أيام أرسله والداه في مركبة صغيرة الى كوكب الأرض ، هنا يترعرع وسط قوة شريرة تحاول السيطرة على الأرض فيواجهها بكل ما يتمتع به من قوى خارقة منحها إياه كوكبه المدمر .
كان الآداء الصوتي لنجوم بارزين تقمصوا شخصيات هذا الفيلم كان على رأسهم النجم الهوليوودي الشهير " براد بيت " الذي أدى دور رجل المترو بمواجهة الشرير الذي أدى صوته الممثل " ويل فاريل " مع " جونا هيل " و " تينا فاي " .
الطريف في الأمر ان براد بيت كان قد اصطحب طفليه مادوكس وباكس لمشاهدة العرض الأول للفيلم فقال انه يريد ان يظهر لأولاده انه أروع من بطلهم الخارق المفضل " سبايدرمان " الذي يحظى بشعبية واسعة لدى عائلته ، ويعتقد الأولاد أنه الشخصية الأروع ويريدونه ان يؤدي شخصيته وأعرب عن أمله في ان يعجب طفلاه بالفيلم الذي يؤدي فيه شخصية ميترومان وقال " ( آمل ان يظنا ان أباهما رائع جدا وافضل من سبايدرمان ) .
أما عدو رجل المترو المفترض والذي يؤدي صوته الممثل الهزلي المعروف " ويل فيرل " فقد كان عازفا في بداية الأمر عن الاشتراك في أفلام الرسوم المتحركة ، إلا انه في نهاية الأمر أعجب بها خاصة عند مشاهدته لسلسة أفلام " شريك " و " باندا الكونغ فو " وقال ان عناده وإصراره على التمسك بآراءه سرعان ما رضخ أمام قصة مشوقة كميجامايند ، وقد أجد الكثير من المرح الذي أجسده في باقي أفلامي هنا معه - بحسب قوله - ولا بد لي من خوض هذه التجربة سيما وانها فرصة لاتعوض للعمل مع دريم ووركس وسيكون شيئا ممتعا حقا أن أنافس براد بيت الذي سيظهر في صورة المحبوب جدا وصاحب العضلات ، بينما سأظهر أنا برأس منتفخ ووجه شرير وسيكون الى جانبنا " ديفيد كروس " و تينا فاي " .
أما " توم ماكغراث " مخرج العمل الذي لم يُشر اليه فيرل في زحمة لقاءاته بالمعجبات والمعجبين فقد كان قد تطرق الى فيلمه ميجامايند على انه رحلة من أجل الفضيلة والخير وقد يكون للشر نكهته السيئة في هذه المرحلة لأنها متلازمة ، فالاشرار يعتقدون أن لديهم اسبابهم التي تدعوهم لذلك وهو بحد ذاته اكثر إثارة للإهتمام وصناع السينما لابد ان يتناولون تلك الموضوعة بشيئ من الاحتراف وبطريقة محترمة .
الجميل في هذا العمل ان موسيقاه التي وضعها " هانززيمر " تتداخل بطريقة ساحرة مع مجموعة اغاني " ورن بالفي " التي يطغى عليها لون البوب التي استخدمها بذكاء وتذكرنا بقصة الحي الغربي مستفيدا من البعد الدرامي الذي تضفيه وقائع هذا الفيلم .
الهوامش / جيرمي كاي / صحيفة الغارديان اللندنية
n p r /
بوب مونديلو
أحمد فاضل