ميريل ستريب في دور تاتشر ..

2011-06-28
ألمرأة الحديدية التي قهرت المستحيل !
من المؤمل أن تبدأ القناة الرابعة للتلفزيون الإنكليزي تصويرها هذا العام جانب من قصة حياة مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة والتي دعيت في وقتها ب " المرأة الحديدية " ، وهذا ما أتفق عليه أن يكون عنوانا للفيلم الذي ستضطلع ببطولته الممثلة القديرة ميريل ستريب .
قصة الفيلم ستركز على الأيام التي سبقت حرب الفوكلاند عام 1982 وسيذهب المشاهد ليقضي ساعتان أو أكثر مع إمرأة غير عادية تشبه الى حد كبير سلفها تشرشل في قيادته البلاد أيام الحرب الكونية الثانية وخروجه منتصرا ، وقد حان الوقت كي نحفر عميقا في روزنامة حياتها السياسية كي نتعرف عن كثب كيف تصرفت مع أزمات كبيرة عصفت ببلادها قبل ان تفقد الرجل الوحيد في حياتها وتتعرض لمرض الزهايمر فيما بعد .
ميريل ستريب البالغة من العمر 60 عاما مؤهلة حقا لتجسيد شخصية المرأة الحديدية وكيف صعدت الى السلطة في عالم يهيمن عليه الذكور ، وكما حصدت من قبل عدة جوائز للأوسكار عن بعض أفلامها فقد تكون مرشحة ايضا للفوز بها حينما تنتهي من هذا الفيلم الذي سيستند على سيناريو كتبته الكاتبة الإنكليزية أبي مورغان وفقا لصحيفة الصنداي تلغراف والتي تقول عنها انها تعكس في كتاباتها قضايا الساعة كالإستغلال الجنسي والتوتر العرقي ، ولدت مورغان عام 1968 في المملكة المتحدة ورشحت عام 2002 كأفضل كاتب مسرحي ، عملت لتصبح أكبر منتج تنفيذي للمسلسل التلفزيوني الشهير تسونامي ومع كل ماتتناوله في كتاباتها من شؤون إنسانية فإنها لاتنسى ان تغور وبعمق في شخصيات نسائية على الأغلب كان من بينها رموز جسدت شخوصهم على المسرح ، فلا عجب ان يسند اليها الكتابة عن إمرأة كتاتشر التي ستبلغ في مطلع هذا العام 85 عاما حيث ولدت في جرانتام في لينكولنشاير بإنكلترا في 13 أكتوبر / تشرين الأول 1925 ، كان والدها يمتلك متجرا للبقالة بينما كانت والدتها تعمل خياطة للسيدات ، بدأت بدراسة القانون اضافة الى دراستها الأولى للكيمياء ، وفي العام 1951 تزوجت دينيس تاتشر الذي كان ضابطا سابقا في سلاح المدفعية الملكية واصبح فيما بعد من رجال الأعمال المعروفين سيؤدي دوره في الفيلم الممثل جيم برودنت ، عهدها السياسي إبتدأ في العام 1959 وبعد 20 سنة أصبحت رئيسة للوزراء بعد فوزها على حزب العمال في الإنتخابات العامة ، ومن المؤمل ان يتطرق الفيلم على سياستها النقدية التي عالجت من خلالها واقع بلادها الإقتصادي المتردي آنذاك في بيعها وإغلاق الشركات المملوكة للدولة ، وسحب الدعم من العاطلين عن العمل ووقوفها بمواجهة النقابات العمالية ، والمرور بحادث تفجير فندق برايتون الذي أريد فيه إغتيالها لكنها نجت بإعجوبة ، وسيبتعد قليلا عن أشهر معاركها باستعادتها جزر الفوكلاند بعد استيلاء الأرجنتين عليها بسبب الخسائر التي مني بها الجانبان .
المشاهد الأولى من الفيلم بدأ تصويره بإدارة المخرجة فيليدا لويد التي سبق وان قدمت من قبل عملها المميز " ماما ميا " عام 2008 واضافة لستريب وبرودنت سيشاركهما العمل ريتشارد اي جرانت وانتوني هيد .
كاميرون مكراكين أحد المشاركين بإنتاج الفيلم أكد أنه يحكي عن الماضي القريب للبارونة تاتشر لأننا لاننظر الى إنتصاراتها السابقة - بحسب قوله - بقدر ما ننظره من مسيرة غير عادية ، انه فيلم يتكلم عن السلطة والثمن الذي يدفع من أجلها ، في هذا المعنى هي قصة كل شخص في أي وقت مضى ، انه تحقيق للتوازن بين حياتها الخاصة وحياتهم العامة .
أما صديق الأسرة السير مارك وكارول علقّ على هذا المشروع السينمائي قائلا : ( لن نتحدث عنه كثيرا خوفا من إعطاء البارونة المزيد من الدعاية قد يستغلها اليساريون ليقولوا أنه خيال زائد ، لكنني اعتقد انه سيكون بمثابة وسام آخر يمنح لها ) .
هنالك تشابه حقيقي بين تاتشر وستريب التي رشحت 16 مرة لنيل جائزة الأوسكار الشهيرة وحصلت عليها مرتين ، ولدت عام 1949 بولاية نيوجيرسي وبدأ طموحها مبكرا بالميل نحو دراسة الأوبرا ، قالت انها اصبحت مهتمة بهذا العمل حينما كانت طالبة في فاسار وبعد تخرجها التحقت بمدرسة بيل للدراما وقدمت أداءا رائعا في أول ظهورها السينمائي في فيلم " جوليا " عام 1977 ،ومع إطلالة العام الجديد فهي سعيدة بما حققته من إنجازات لكنها مع هذا الفيلم المرتقب ستكون اكثر سعادة لأنها ستدخل 10 داوننغ ستريت لتتقمص حياة أول إمرأة تقود بلدا كبيرا كبريطانيا طيلة ثمان سنوات وهي مدة يحسدها عليها كبار رجالات السياسة هناك ،من جانبها نقلت شبكة
B B C قول الممثلة العملاقة ميريل ستريب في حق تاتشر: " استكشاف مناطق وأحداث تأريخية عبر تجسيد شخصية هذه المرأة يعد تحديا رهيبا ومثيرا في الوقت ذاته " ، واضافت: " أنا أحاول الاقتراب من الشخصية التي كانت تتمتع بها تاتشر ويميزها الحماس والاهتمام بالتفاصيل وأتمنى أن استطيع الوصول الى هذه الشخصية " .

أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved