أرادت النفس نفض الغبار
وقد سئمت ظلالا داكنة
وتاقت لمنيرة تغمرها بعناق
خالتها أفلت وراء الحجب
وقال القلب يا سيدتي
إنها رحيمة تبقى بالشفق
ونورها يحضننا بالفجر
ولعل الداء بعين لا تبصر
فقلت ليس بالعين قذى
وما باليد غير فرشاة
والجليد صعب المراس
وأحتاج مطراً قبل الفأس
وقد فات أوان الحمل
وكم ستحتاج الأيام لفك
عزلة مع تصلب الطبقات
أحتاج غيما كريماً ووابلاً
ويدي تحمل دلوا يرشح
وظلال تشاكسني
والذاريات بواخل
لا تزيح أفناناً تشابكت
وتحتجب عني كل الأنوار
هي طرية العود ولكن يدي
تعجز عن الدفع والقطع
أنبش بالبنان أعياه الوهن
وأبحث عن صقيل أسطح
غمرتها أتربة النقع
بمسيرات غير متعبة السير
تضرب الأرض بثقل الحوافر..
إن الشوائب أغرقت بصراً
والمرار العين والنفس
أصابع لم تهن عن فرك جفن
وتعجز عن فلق الجليد
وسواد العتمة يعود بعد الفجر
هو الزمان يرفع سياطه ويسخر
من يد كلَّت والعين تبصر
إن الزمان لا يطول ولا يقصر
ولكن للأعمار مقصلةٌ لا تتوقف
أسائل النفس وهل السؤال ينفع
وأغمض العين أبحث عن ظلال
ذات يوم كانت وارفة للقائل
وأعود للذكريات أنبشها
وبالذكر يتوقف الزمان .
مكناس /المغرب