عنّ لي أن أكتب مقالا عن الفنانة المغربية جميلة بلغمان العلوي، بعد زيارتي لمعرضها بباب منصور بمكناس ولإحساسي بالحاجة لتدوين انطباعاتي وملاحظاتي، وأرجو أن أكون قد وفقت ...
بيني وبين الألوان والريشة علاقة ترجع لسنوات طويلة مضت، وقد كنت أرسم على الحرير، ولا أدَّعِي اليوم أنني أمتلك قدرة نقدية أكاديمية في هذا المجال، ولكن كمتأملة لبعض اللوحات الفنية، سواء انطباعية أو تجريدية أو من الفن الساذج، أشعر بالعلاقة التي تسكن المبدع في تعبيره سواء بالحركة أو بالكلمات أو بالرسم والألوان .
عندما زرت رواق الرسامة جميلة العلاوي، استهوتني الألوان الصارخة والخطوط العريضة تارة، وتارة تلك التفاصيل الدقيقة .
إذا كان الفن الساذج قد ظهر مع روسو، إما في المغرب فهو يمتد عبر التاريخ في التراث الشعبي . وبرز كفن لَمَّعه الإعلام في القرن العشرين وخصوصا عند الرسامة الفطرية الشعيبية، إلا أن الفرق هو أن الشعيبية كرسامة عصامية غير متعلمة، رسمت بالفطرة، ولكن من جاء بعدها مثل الرسامة جميلة التي تلقت تعليما عاليا، وإن كان هذا التعليم لا يتعلق بالتعليم الفني الأكاديمي، لكنها اختارت الهروب من القوانين الأكاديمية، واستلهمت التراث الشعبي بألوان صارخة، للتعبير عن حمولات فكرية بتركيبات غامضة، تتضح حسب قدرة المتأمل وخلفيته المعرفية .
لقد تنوعت لوحات الفنانة جميلة بين الدفاع عن المرأة ضد العنف، ضد الخنوع، ضد المجتمع الصامت إزاء الحيف وأبرزت رسائل ملغومة للدفاع عن القضية الأمازيغية ولكن بمنظور يعتمد العشوائية .
الفن الساذج لديها، رسم بطريقة طفولية يجمعها مع بعض الرواد، ميزته العصامية وصيحة الألوان نحو الغد الأفضل .