فأصبحت أخا بحنان أب
وأبا بروح صديق
وحدك كسرتني )
....
نادر القلب *1
لعينيكَ مقدرةٌ في
استلابِ التراسلِ
رغم اختلاف الجهاتِ
كأنَّكَ تبتكرُ الحرفَ
تكتبُ كيف تشاءُ
قواعدَ نحوٍ
وقاموسكَ الصمتُ والابتسامُ
وفي بؤبؤيكَ
تراكمُ كُنه الثقافةِ
حين يغلِّفها الذكر وحيا
لديكَ اتصالٌ غريبٌ مع الطفِّ
كان بياضك ينسجُ منه الخلايا
ويكحل عينيكَ بالسمرة المصطفاة
حديثك ذو سمرة الروحِ
يُروى من القلب
عن ظهر حبٍّ
ويتقِنُ فن التغلغل بين الحنايا
وكيف يدير الحوارَ
كما يشتهي النبض لحنا
لذلك حين مررتَ بقلبي
سلبتَ المساحات
ثم مضيتَ وحزَّمته للمسير
أحسُّ كأنَّ فراغاً هنا
باتَ ينمو كفقاعة
تستجيبُ الخلايا
لأسرارها في التمددِ
مثل خلاياكَ
حين تذوبُ حسينيةَ الدمعِ
فجرَ العروج
لقد كنتُ صلباً
أخبئ حتى الدموع لا التي ذرفتني
بمخِّ العظامِ
ولكنها أشهرُ الحقِّ
تنخرُ جذعي
لتسلبَ من هيكلي
والداً للصلاحِ*2
تفيض خطاه حنانا
وكفاه فاكهة من سلام
وتنخر تمتص عدنان عشق*3
عباءته من سكون الدعاءِ
ووحي العزاء
وتنخرُ أكثر أكثر
تمتصُ آثار ذكراكَ
تخطفُ أنتَ
فكيفَ أخبئ ومضَ انكساري
وذو الغيم
صحوٌ
وأنتَ الفضاءْ
أحاولُ أن أستعيد أحاديثنا
في المساء القريب البعيدِ
وكيف تحدَّث أسئلتي في الوجودِ
وتعصف بي أحجيات
تثيرُ لعابَ الفضولْ
أغبتَ؟ لكي تفضحَ السرَّ
يا نادرا في الحديثِ
وتنزع ستر الغيوبِ
وتخبرني
كيف تُكتبُ إلياذة الموتِ
أوما مصاديق فضل الصلاة
التي لم يمارس بها البتر جحدا
كفاك من العصفِ
باتَ انكساري انكساراتُ عمرٍ
ونزف دقائقْ
كفاك من العصفِ
حرفي تخلى عن الجمل المستديرة وجدا
كفاك وأنت تزاور وجدك
عن دمعات نجوم الثريا
وتقرضنا بالمحبة رغم المغيب
.....
رائد أنيس الجشي