هل لكم ان تطلعونا على مسيرة مهرجان بغداد السينمائي، متى تأسس، كيف، ما هي أهدافه؟.
مما لاشك فيه أن الساحة السينمائية العراقية بعد سقوط النظام السابق عام 2003 شهدت فراغا كبيرا في النشاط السينمائي بسبب تعطل عمل مؤسسة السينما الحكومية وانتهاء دور نادي السينما العراقي، لهذا قررنا تأسيس جمعية سينمائية مستقلة تسعى إلى سد هذا الفراغ قدر المستطاع، وسرعان ما انضم إلينا سينمائيون آخرون، أسسنا الجمعية في عام 2004 ‘وفي أصعب الظروف وبعد التأسيس مباشرة أعلنا عن تأسيس أول مهرجان سينمائي عراقي عربي دولي في تاريخ العراق وهو مهرجان بغداد السينمائي الدولي. وفي الحقيقة أن كثيرين لم يستوعبوا وجود مهرجان سينمائي في العراق في تلك الفترة العصيبة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وكثرة الانفجارات والاغتيالات، ولكننا أقمنا المهرجان فعلا في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2005 ونجح المهرجان نجاحا كبيرا بمشاركة حوالى 25 دولة وأتذكر انه في يوم الافتتاح وقعت العديد من الانفجارات في بغداد ومع ذلك تحدى الجمهور تلك الظروف الأمنية وخاصة طلبة السينما في معهد وكلية الفنون الجميلة الذين تدفقوا بالعشرات، وتطوعوا طوال أيام المهرجان في أعمال السكرتارية وباقي متطلبات المهرجان وان الصور وأفلام الفيديو الخاصة بالمهرجان تشهد على ذلك، ثم اقمنا بعد ذلك وبنجاح ايضا الدورة الثانية للمهرجان سنة 2007 وها نحن نحضر للدورة الثالثة التي ستقام في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام.
* ماهي الصعوبات التي تواجهكم كإدارة مهرجان ؟
الصعوبات تتعلق بكوننا جمعية مستقلة وغير ربحية وغير تجارية ولا سياسية وهدفنا هو نشر الثقافة السينمائية الناضجة وتحويل مهرجان بغداد السينمائي إلى ملتقى لشاشات العالم، ولهذا فإن الصعوبة الرئيسية التي تواجهنا دائما هي عدم وجود ميزانية دائمية ومستقلة للمهرجان . نحن نعمل من خلال الرعاية المحدودة والضعيفة للمهرجان وبجهدنا الخاص ونأمل أن تدرك المؤسسات المعنية أهمية ما نقوم به من مهام بشكل تطوعي وبعمل دؤوب نوصل به الليل بالنهار في التحضيرات وإجراء الاتصالات والمتطلبات المتشعبة والكثيرة، المهرجانات ليس الكبيرة منها بل المتوسطة تقف وراءها دول بكاملها من اجل إنجاحها وتوفر لها جميع الإمكانات المادية والبشرية لأن المهرجان السينمائي هو واجهة البلد الحضارية .
* اغلب دور السينما العراقية تحولت الى مخازن للبضائع التجارية، الا تعتقدون بضرورة إعادة تفعيل هذه الدور كخطوة ضرورية لنجاح المهرجان؟
مما لاشك فيه ان النهوض بالسينما والعمل السينمائي يتطلب نظرة شاملة وعملا متكاملا يشتمل من ضمن أمور عديدة إيجاد أماكن مناسبة ولائقة لعرض الأفلام وبما في ذلك دور العرض التي ذكرتها والتي تغيرت وظيفتها، وإصلاح هذا الجانب لاشك أننا من المنادين به ولكن المسألة لا تتعلق بنا بوظيفة مهرجاننا بشكل مباشر، هذه عملية تتطلب تدخلا رسميا من وزارة الثقافة والجهات البلدية والخدمية، وقد سمعت مؤخرا ان وزارة الثقافة بصدد التحرك على هذه الدور لإيجاد حل لها وإيقاف تغيير وظائفها كدور للعرض وربما استملاك بعضها علما أن هنالك مستثمرا عراقيا أقام دارين صغيرتين نموذجيتين في نادي الصيد في منطقة المنصور ببغداد ضمن برنامج استثماري لبناء دور عرض مجهزة بأحدث التقنيات وتعرض احدث الأفلام وهم يعرضون بالفعل أحدث الأفلام الآن .
* السينمائيون العراقيون المستقلون يؤكدون غياب الدعم الحكومي لصناعة السينما، الا تعتقدون أن إقامة مهرجان سينمائي دولي يعد خطوة ثانوية تستتبع دعم النتاج السينمائي وان الأولوية لدعم السينمائيين العراقيين؟
* إجابة على السؤال لا بد من التوضيح أن مهرجان بغداد السينمائي لا يريد ولن يكون وليس من مهامه المقررة أن يكون بديلا لأية مؤسسة أخرى ولا يمكنه عمليا بقدراته المحدودة وحيث أننا جمعية غير حكومية وغير ربحية لا يمكننا إصلاح خراب وتخريب أصاب قطاع السينما وقطاع الثقافة في العراق على مدى عقود خلت ومن ذلك إيجاد صناديق لدعم السينما وتمويل الأفلام وما الى ذلك.. نحن ننادي بإيجاد الحلول وننسق وسننسق أكثر ونحث العديد من الجهات للالتفات إلى السينما العراقية ودعم السينمائيين العراقيين المستقلين، كما ان من خططنا إن شاء الله في المستقبل أن نساعد في دعم إنتاج الأفلام قليلة التكلفة ونكون مؤسسة محترفة مساعدة في إقامة ورشات العمل وتطوير السينما المستقلة وتقييم المشاريع التي تتطلب الدعم .. نحن محترفون ومستعدون لان ننهض بهذه المهمة إذا توفر رأس المال المناسب لإنتاج أفلام مستقلة وقليلة التكلفة وهو ما سنطرحه كتوصية ومشروع في دورة هذا العام عسى أن يلقى التجاوب المطلوب .
*ماهي أهم أقسام المهرجان والى اين وصلت تحضيراتكم لدورة هذا العام؟
ـ لقد قطعنا أشواطا هامة ووصلنا مرحلة متقدمة في التحضيرات، وخططنا لدورة هذا العام أن تكون الأوسع والأكثر مشاركة، وسعنا برامج المهرجان بالإضافة إلى المسابقات الثلاث للمهرجان: للفيلم الروائي الطويل والقصير والوثائقي هنالك أقسام أخرى استحدثناها وهي (صورة إنسان) وهو قسم خاص عن أفلام حقوق الإنسان، وقسم ألوان من العراق وهو مخصص لأفلام الأقليات وقسم نساء خلف الكاميرا لأفلام المخرجات هذا إضافة إلى إقامة المعرض الفوتوغرافي بالتعاون مع جمعية التصوير الفوتوغرافي العراقية وهو تقليد متبع في كل دورة.
* ما هي الأسباب التي دفعت الإدارة لعقد اتفاقية تعاون مع مهرجان ايفران؟
* هل شهدت المهرجانات السينمائية في المغرب اهتماما بالسينما العراقية في السنوات الاخيرة؟
بمجرد سماع الكثير من المخلصين للعمل السينمائي بإقامة مهرجاننا حتى اعلنوا مد يد العون والدعم والتشجيع ونستطيع أن نقول ان لدينا الآن لوحة شرف بأولئك الشرفاء الذين ساندونا ..افرادا ومؤسسات ..وبالإضافة إلى ذلك فقد خططنا منذ بدء التحضيرات لاقامة هذه الدورة ان نسعى إلى وضع مهرجاننا على خارطة المهرجانات العربية والإقليمية والدولية وذلك من خلال التنسيق والتفاهمات وصولا الى توقيع اتفاقيات التعاون مع تلك المهرجانات وقد أنجزنا حتى الآن العديد من اتفاقيات التعاون: لدينا اتفاق للتعاون مع مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي حيث سيتولون الترويج لمهرجاننا عن طريق موقعهم الالكتروني وعن طريق تواصلهم مع آلاف السينمائيين المشتركين معهم في أنحاء العالم، لدينا تفاهم ‘مع مهرجان الخليج السينمائي سيعلن عنه الطرفان في الوقت المناسب، ثم وقعنا مؤخرا اتفاقية مع مهرجان العالم العربي للفيلم القصير بايفران ـ المغرب وهي اتفاقية طموحة وشاملة وستكون نواة لشراكة حقيقية بين المهرجانين واما عن اهتمامهم بالسينما العراقية فيكفي انهم كرموا مهرجان بغداد السينمائي وأعلنوا دعمهم الكامل لنا، وأما من جانبنا فسنتولى في الدورات المقبلة من مهرجانهم ان شاء الله تنسيق المشاركة العراقية على اوسع نطاق ممكن . واما سؤالك عن تصوير الأفلام في المغرب فبالطبع يمكن لمن يشاء من السينمائيين العراقيين والشركات ان يصوروا أفلامهم في المغرب في نطاق العمل السينمائي التجاري او غيره وهو يتطلب إنتاجا وتنقلا وما إلى ذلك، هذا خارج منطقة عملنا، ومع ذلك اذا طلبت منا الاستشارة او المساعدة او العمل كشريك فنحن مستعدون لذلك.
* كلمة اخيرة ؟
* نحن المهرجان العراقي المحترف الوحيد على الساحة العراقية ولدينا طاقم محترف ومؤهل في داخل العراق ولدينا ممثلون للمهرجان محترفون ومتواجدون في العديد من بلدان العالم.. نحن مؤهلون تماما للمهام التي قررنا النهوض بها ولدينا رؤية واضحة حول ماذا نعمل وكيف نعمل ونحظى بعلاقات واسعة مع جمعيات ومؤسسات ومهرجانات في انحاء العالم وما زالت تتنامى وستثمر عن مستويات اخرى من التعاون والتنسيق والشراكة ما زال الوقت مبكرا للكشف عنها بالرغم من اننا نعمل في بيئة عراقية صعبة ومعقدة، وأكاد أقول إننا نعمل بإمكانات بسيطة لا تكاد تذكر بسبب استقلاليتنا كمهرجان وكجمعية، ولكننا جادون جدا في مهمتنا ولن يثنينا شيء عن الاستمرار وطموحنا لا يتوقف تحت أي ظرف وسنسعى بجد ومهنية عالية لنرتقي بمهرجاننا في كل دورة إلى ماهو أفضل ان شاء الله
عن الفارسية نت