نهيق الذاكرة
ظلّ يتذكر حافر الحمار الذي هرس له قدمه وهو صغير؛ إلى أن اشترى له أبوه صندلا من الغوما بعد بيع موسم الدخان. وقد نسي ذلك الحافر تماما!!! وهو يدهس ببوطه ذي النعل المضفر والقصبة الطويلة وبذات القدم وجه هذا الشيء الذي تذكر في لحظة صفاء -بعد أن دخل في غيبوبة أنقذته لوهلة من الرفس- ذلك الحافر؟!.
*******
السيجار
تقفعت يداه, وتخندقت من المسلة التي يخيط بها أوراق الدخان, ولكنه دوما كان يفرح نفسه بتلك الورقة التي يحتفظ بها سرا ليلفها كأعظم سيجار يباهي به نفسه بين رفاقه.
سمحَ للشيء أن يسترجعَ أنفاسَه؛ بأن قدم له سيجارة ,ما إن أشعلها بشفة مرتجفة حتى أطفئت في ظهره. فيما هو ينفس في هواء الغرفة, ذات اللمبة المتدلية, دخان سيجاره الكوبي.
*******
الحزام
نحيفا كفاية ليتهدل سرواله الفضفاض عن خصره. وكم ضحكت الفتيات عليه عندما بان حز إليتيه . في الغرفة كانت المرأة الثملة من الضرب تمشي بغنج ,وقد انسحب بنطالها لمنتصف إليتيها. تذهب, وتعود كاللمبة التي تتمرجح في وسط الغرفة؛
إلى أن أوقفها, وبدأ جلدها بالحزام الذي انتزعه من سرواله بدون أن يتهدل؟! .
********
الغبار
ركضوا خلف السيارة على الطريق الترابي الذي قسم الضيعة قسمين شرقا وغربا.
وكل مرة لم يستطع أحد لمسها, بل كان الغبار قد كساهم كأشباح صغيرة.
الشيء لم يكن يركض؛ بل ربط بحبل إلى السيارة التي كانت تدور في الساحة المعبدة بالإسفلت.
*********
الولادة
منفرجة الساقين كأنها لتوها قد انتهت من الولادة, تحدق إلى فوق أعلى من اللمبة المتدلية وأعلى من السقف بل البناء أيضا والسماء ذات النجوم كمآقي الضفادع بل أعلى وأعلى ..............؟!!
*********
الفطام
يومان ,والبيت مغلق بالشمع الأحمر. لا أحد يعلم لماذا؟ فقط الطفل الذي لم ينتبه له غير والديه ,وصمتا خوفا عليه. يمص سبابته بغضب!!!.
29\9\2007
باسم سليمان