وفي الوقت الذي نفخر فيه عندما نسمع هذه الاسماء، نشعر بالخجل ونحن نقرأ خبر القاء القبض على متهمة بالرشوة او بالارهاب او القتل وما شابه. وقد تتكرر مثل هذه الاخبار في الفترة الاخيرة.
الخالة ام عباس تبيع الخضراوات على قارعة الطريق بشرف دون ان تلوث يدها بالمال الحرام او الفعل الحرام. والمعلمة فاطمة يتصدع رأسها يوميا من اصوات التلاميذ في المدرسة، ولكنها لا تخون ضميرها ومبدأها وتجبر الطالب على اخذ دروس خصوصية والا رسب.
ما استفزني للكتابة هنا هو خبر"الحبس 3 سنوات لمديرة منتدى بغداد الثقافي"، بموجب حكم أصدرته محكمة جنايات الرصافة، جزاء تسلمها رشوة بمبلغ 3 ملايين دينار.
حقيقة لم اتعجب كثيرا عند سماعي هذا الخبر بسبب ما رأيته من حالات غير لائقة بالمرأة في دوائر الدولة المختلفة. فالكثيرات من النساء يعملن داخل اطار الدائرة واخريات يعملن خارج ذلك الاطار. ولكن كيف؟ واحدة تتصيد المراجع وتدفعه الى اخرى بحجة ترويج معاملته، وهذه بدورها ترسله الى اخرى او آخر، وهكذا يُستنزف المراجع وهو يحاول انجاز معاملته في اقصر وقت ممكن، حتى وان كان برشوة مسؤولي الدوائر.
العمل ضروري للمرأة، بل هو مهم للمساهمة في بناء الاسرة والوطن، ولكن ان يستغل للمصالح الشخصية؟ ومن قبل النساء؟ لا اعني ان ذلك مباح للرجل، بل هو مرفوض بشتى اشكاله، ولكن يصعب علي شخصيا تصور امرأة تسلك طريقا مهينا معيبا كهذا.
بالتأكيد هذا النمط من النساء قليل جدا، ولكن لا بد من الاشارة اليه ومناقشة اسباب جنوحه، والسعي الى الحد من حالات كهذه كي لا تصبح ظاهرة.
نحن نتحدث بما لنا وما علينا، لتقويم انفسنا ونقد اخطاءنا وتصحيحها، كي نكون قدوة للاخرين لا مثالاً سيئاً لهم.
عن رابطة المرأة العراقية