تماسكْ .. خُذ نفساً عميقاً ..
أنتَ الآن طبيعي جداً .. إنها تنزلُ من سيارتها الحمراء كنجمةٍ من هوليود .. كنزتها السوداء المكشوفة الكتفين جميلةٌ جداً .. يا إلهي لا تنظر للناس من حولك .. ارسم ابتسامتكَ وصافحها .. أرأيت إنها مشتاقةٌ لك .. إنها تُحبك .. تُحبك بجنون .. تعشقك كعشقِ طفلةٍ للشوكولا .. هاهي اليوم بشكل جديد .. وربطات شعر مُتعددة الألوان .. أحمر .. أصفر .. أزرق .. أخضر .. انتبه الإشارة حمراء .. إنها تضحك عليك .. كادت السيارة أنْ تدهسك .. امسكْ يدَها إنها تمدها إليك .. يا إلهي لا تنظر للناس .. عشْ في عالمها الآن ..
امرأةٌ غريبةٌ واستثنائية .. طفلةٌ مدرستُها الحياة وبين كفّيها تهونُ كلُّ المناهج التعليمية .. يكفي أنها تُلهمك الكثير من قصائدك .. أنتَ لا تُدخّن ولكن عليك أن تقبل ضيافتها .. خُذها .. سيجارة واحدة لن تضرك .. إنه مقهى على الرصيف وأمام عيون المارة ولكنهُ المفضل لديها .. اجلسْ .. هيا تكلّم لها عن عملك الجديد .. والآن عن دراستك .. توقف قليلاً لديها اتصالٌ من أحدِ أصدقائها .. يبدو أنه صديقٌ عزيز .. هيا أكملْ .. دعكَ من مجموعة الشباب الذين ينظرون إليها .. إنها ساحرة .. فاتنة .. عشْ في عوالم سجيَّتها .. انهل من جمالها وبراءتها .. هيا أعطها رأيك في تلك الموسيقا الأجنبية الصاخبة التي تُسمعك إياها ..اسكتْ .. اسكتْ .. قُلْ إن الموسيقا جميلة .. أليست حبيبتك عليك أن تحترمَ ذوقَها .. انتظر قليلاً ستتكلم بهاتفها المحمول ثم تعود إليك ..
هي الآن ليست هُنا انظر إلي .. ستخسرها .. عليك أن تُروِّض أفكارك الشرقية .. عليك أن تلجمَ غيرتك الزائدة .. إنها امرأة حُرّة ..هكذا تربّتْ .. تصرخُ في الشارع .. تلعبُ الكرة مع الأطفال .. تبازرُ الباعة .. تلبسُ ما تريد .. ألستَ مع المرأةِ وقضاياها ؟ .. لا تقلْ لي مُجتمعنا وبيئتُنا .. عليك أن تتقبلها كما هي .. أتعرف لماذا ؟ .. لأنها تُحبك بصدق .. لأنها تعشقك .. لأنها فضَّلتكَ عن كل الرجال الذين عرفتْهم .. أنت واعي .. أنت مُثقف .. أنت شاعر ألا تشعر بهذا الشيء .. يكفي لها أنك تصنعُ منها في قصائدك اسطورةً في النغم .. القصائد بالنسبة لها فرحة كبرى ..
ها قد أتتْ عدّل من جلستك .. لقد وضعتْ أحمر الشفاه .. وماذا في ذلك ؟ .. لقد وضعتهُ لك .. إنها تلمسُ يدَك .. تبحثُ عن حنانك ودفئك .. لا تنظر حولك انظر في عينيها .. عيناها حبرُكَ الأسود .. وفمُها وحيُكَ الثائر .. ووجهها أحاسيسك الحالمة .. الشامةُ الصغيرةُ قربَ فمها نقطةُ توقُّفك .. توقفْ .. سأقول لك بصراحة .. إنّ نفحةً من جمالها تعادلُ كل ما كتبته في حياتك .. إنها تعشقك أيها المحظوظ .. أبحرْ .. تأملْ .. أنت معها في حالةٍ من انعدام الوزن .. لا تنظر كثيراً إلى ذلك الوشم على كتفها .. دعكَ منه .. إنها تتكلم لك عن مشاكلها .. تباً لهذا المجتمع الذي لا يرحم امرأة تريد أن تعيش الحياة كما يحلو لها .. جملةٌ رائعة .. أحسنت .. اصغِ لها جيداً .. لا تنظر لذلك الكرسون الذي يتأملُ سُمرةَ صدرِها .. يا إلهي لماذا أوقعتَ كوب الماء على الأرض .. يا لكَ من ذكي تُريد إلهاء وإذلال الكرسون ..
حسناً .. عليك الآن أن تُخرجَ أوراقَك .. لا تدّعِ أنكَ نسيت القصيدة .. إنها محفورةٌ على جدران ذاكرتك كنقشٍ أزلي ..
انظر كيف زرعتَ الفرحة في عينيها .. هيا اقرأ .. ذوَّبْتَها .. غيّبْتها عن الوجود .. جعلتَها تسبحُ في بحيرةٍ من العطر .. أسكنتَها على خيطِ ريشة .. يا لكَ من مُميز أنا فخور بك .. ولكنها تبكي .. هي بحاجةٍ لصدرِك .. لحُضنك .. دعكَ من الناس المُتجمهرة حولك قُمْ وعانقها .. أنتما غريبان في هذه المدينة .. العناقُ وطن .. وكل غريبٍ للغريبِ نسيب .. أعرف أنها ليست من أفكارك هيا قُمْ .. إنها تطلبُ أن تتمشى معك .. شارعٌ مليء بالشباب المائعين الصائعين ولكنه شارع جميل .. ها أنت تمشي مع أجمل مخلوقات الله .. البعضُ يظنُّ في هذه اللحظة أن باب الجنة مفتوح .. هاهو أحد أصدقائها .. إنها تُسلّم عليه بحرارة .. لقد تبادلا قُبَلَ الخدود .. يبدو أنه صديق عزيز .. اركنْ نفسكَ جانباً لبعض الوقت .. لا لا لا لا تفكرْ .. لا تقلْ لها ما يدور ببالكَ الشرقي .. لا تُصرّح بأفكاركَ النامية .. أنتَ لستَ قابيل .. هل تُريد خسارتَها ؟ .. عليكَ البقاء معها بأي طريقة .. ناقضْ نفسَكَ قليلاً .. إنها تُحبك أيها المجنون .. ولكن لها طريقتها الخاصة بالحياة .. لا تَفرك جبينَك .. لا تغضبْ .. اهدأ .. لا تبتعدْ أكثر .. تحمَّل القليل من ضحكاتها العالية مع صديقها العزيز .. تحمّل تعبيرات يديها و إشاراتها الغريبة وسط الشارع .. منْ قال إنك تعيش ازدواجية ؟ .. إنها ازدواجيةٌ مشروعة .. والغاية تُبرر الوسيلة .. لا تجعلني ارفع صوتي أكثر .. ارجعْ .. ارجعْ أيها الغبي .. إنها تُحبك .. إنها تُحبك أيها المجنون .. تُحبك .........
عمرو حاج محمد
Amr.h.m@hotmail.com

