وأنتَ وحيدٌ أرى كوكباتٍ يضجُ بها الكونُ تهفو اليكَ تسامرُ صمتكَ كي لا تكونً الوحيدْ .
وأنتَ وحيدٌ أرى جبلاً هائلاً شاهقاً من حديدٍ يسيلُ فراتاً ويأتي اليكَ .. يقولونَ : كيفَ استحالَ الى رافدٍ عذبٍ سائلٍ جبلٌ من حديد ؟!
وأنتَ وحيدٌ أرى النخلَ ، نخلَ الفراتينِ يسألُ كلَّ شراعٍ وكلَّ جناحٍ ليعرفَ ان كنتَ تمضي ( الى أينَ ) أو كنتَ تمضي ( الى الآنِ ! ) مغترباً وفريدْ .
وأنتَ وحيدٌ وقد أحرقوا الأرضَ حولكَ واستوقفوا الماءَ كي لا تعودَ الحياةُ الى واحةٍ في فؤادكِ واستبسلوا ـ وهُمُ الجبناءُ الرعاديدُ ـ حتى تفرَّ الطيورُ التي قصدتْكَ .. ولكنْ ستبقى وترقى الى سامقٍ في ملكوتِ الكلامِ وأنتَ الوسيلةُ والقصدُ حتى يكونَ القصيدْ .
********
ملاحظتان :
أولاً ـ الكوكبة في علم الفلك منظومة فلكية هائلة أكبر من مجموعة شمسية ومن مجرة ومن سديم ، بل انها تحتوي هذه الوحدات ، صنَّفها الفلكيون السومريون قبل حوالي ستة آلاف عام وأيَّد تصنيفهم علم الفيزياء الفلكية الحديث ..
ثانيا ـ زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : يوم الثاني عشر من تموز 2019 في برلين .