قصة لهمنغواي خطفتها هوليوود لتصنع منها فيلما !

2010-10-11
على الرغم من ذيوع شهرة روايات صاحب نوبل الكاتب الأميركي الاشهر إرنست همنغواي " وداعا للسلاح " و " لمن تقرع الاجراس " و " ثلوج كليمنجارو " و " الشيخ والبحر " ، وتربعها على أرفف مكتبات العالم وما تزال، إلا اننا عندما وقفنا أمام بوستر فيلم " القتلة " الذي اشترك ببطولته إثنان من المع نجوم هوليوود آنذاك " بيرت لانكستر " و " آفا غاردنر " أصبنا بالدهشة بسبب كون قصة الفيلم تعود لهمنغواي لأننا لم نجد لها مكانا بين بقية رواياته المعروفة ، ومع ذلك فقد استطاعت هذه القصة ان تمنح الفيلم شهرة كبيرة إضافة الى طاقم عمله المتمثلة بالنجم العملاق بيرت لانكستر الذي دخل الى عالم التمثيل من خلاله ، والممثلة الكبيرة آفا غاردنر ومن اخراج روبرت سيدوماك الذي عرف كونه مخرجا لأعمال متميزة وحاصدا لجوائزعديدة ، فقد لاقى الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر حينما عرض عام 1946 ورشح لأربعة جوائز أوسكار أولها لأفضل اخراج وافضل مونتاج لآرثر دي لهيلتون ، وافضل سيناريولأنتوني فيلر ، وافضل ممثل لبيرت لانكستر .
القصة كان قد نشرها همنغواي عام 1927 حينما بدأ أسمه يلمع في سماء الأدب ، إلا ان احدا من القراء لم يلتفت اليها حتى جاء المخرج سيدوماك بعد تسعة عشر عاما من صدورها ليمنحها جواز المرور الى الشاشة العريضة ، لكنه اخبر ميلر كاتب السيناريو المعروف آنذاك بوجوب تغيير بعض احداثها في بنى سردية جديدة لها باستخدام " الفلاش باك " ، فاندرسون " السويدي " الهادئ الطباع والمتواضع الذي تختبئ داخله ذكريات أليمة لايصرح بها ، لكنه بدخول اثنان من القتلة الى بلدته الصغيرة ومحاولتهم النيل منه حيث نكتشف ان اندرسون الهارب من ماضيه له علاقة بهذين المجرمين حينما كان ملاكما يتسابق الناس عليه في لعبة اشبه بالقمار ، وعندما حاول الهروب الى هذه البلدة بسبب تورطه بجريمة قتل لم يرتكبها وجد نفسه مرة ثانية امام ماضيه القاتل الذي عبر عنه قائلا : انه ارتكب خطأ مرة واحدة في حياته ولا مجال للعودة ثانية اليه .
من هنا نفهم ان هنالك صراعا حادا سوف تشهده هذه البلدة النائية ومع ان همنغواي قد وضع نهاية مأساوية لقصته إلا ان سيدوماك حاول ان يتلاعب قي تلك النهاية وأصر على ان تكون اكثر دراماتيكية من الأصل ، والذي نريد ان نقوله ان النجاح الذي ضرب فيلم "القتلة " تظافرت فيه جهود قلما نجدها في الوقت الحاضر ، مع محدودية الامكانات آنذاك إلا انها في النهاية قدمت لنا عملا خالدا لازالت الوانه البيضاء والسوداء تتلألأ وسط كرنفال من الالوان تعيشها افلام اليوم التي تخلوا من ذلك الشعاع الذي كنا نتلمسه ونحن نعيش أجواء ذلك الفيلم .
ان فيلما يكتبه إرنست همنغواي ويخرجه سيدوماك ويمثله بيرت لانكستر وآفا غاردنر ويضع السيناريو له أنتوني فيلر مع موسيقى الموسيقار ميكلوس روزا كفيل ان يضمن نجاحه ، وهذا ما شجع نفس المخرج ان يقدم افلاما اخرى لبيرت لانكستر اشهرها " الشعلة والسهم " و " القرصان الأحمر " لكنها هذه المرة بالألوان والسينما سكوب بعد ان قطعت السينما العالمية اشواطا متقدمة في صناعتها .
لم يبق على قيد الحياة من ذلك الطاقم الذي قدم لنا اروع ماأنتجته السينما العالمية إلا لانكستر الذي غادرنا هو الآخر في العشرين من اكتوبر عام 1994ودفن بكاليفورنيا بعد ان كان ينثر الزهور عليهم في كل مناسبة فمن ينثر الزهور عليه في هذه الأيام ياترى ؟
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved