قصص مصرية تخترق عالم الغيب لتتنبأ بالثورة !

2012-01-23
بعد نجاح ثورة الشباب في 25 يناير / كانون الثاني من هذا العام بمصر على اساليب الحكم البالية التي سادت النظام السابق واسترداد الشعب لإرادته وحقه في اختيار من يحكمه ، هاهو الشارع الثقافي ينهي هو الآخر دكتاتورية " البوقجية " و طبالوا الحكم الشمولي فتتصدر واجهته الكتابات الحرة والوطنية التي ظلت سنوات طويلة حبيسة الرقيب ولتنطلق الأفواه التي كممتها جمهوريات الخوف ليس في مصر وحدها بل في بلدان عربية اخرى .
الكاتبة والصحفية المصرية سهير عبد الحميد تناولت في مقال لها نشرته مجلة " نصف الدنيا " القاهرية على موقعها الإلكتروني مجموعتان قصصيتان إحداهما للقاص والروائي المصري محمود ماهر زيدان الذي تقول عنه انه عاش طويلا خارج بلده ، لكنه ظل في قلبه أينما حل وارتحل والآخر هو عبد المجيد المهيلمي .
المجموعة القصصية لزيدان " لاتقتلوا الحصان " الصادرة عام 2007 تقول عنها الكاتبة سهير عبد الحميد انها فوجأت بإحدى قصصها محتوية على الكثير من الرمزية والواقعية بل هي في مجملها نبوءة تكاد تكون كل جنباتها تحققت خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير بما في ذلك مفردات لغوية وإيحاءات سيكولوجية ودلالات مكانية، لقد اخترق الأديب " كما هو مفترض على كل مبدع حقيقي " الحجب وشكل على أوراقه لوحة للمستقبل من وحي استقرائه للواقع .
الكاتبة تناولت تلك القصة التي قالت عنها انها نبوءة بشيئ من الاختزال فتضعنا أمام شاب ثائر على الفساد برفضه تقبل والده الموظف الكبير الرشاوي التي يتسلمها من صغار الموظفين في مقابل ترقيتهم فيقرر صب جام غضبه عليه فيواجه بصفعة من والده وهي اشارة الى تلك الصفعات التي كان يوجهها النظام السابق بحق من يعارضه أو يهاجمه، ينطلق الإبن الى الشارع .. الى الميدان .. هناك يقف حصان ناء بأحماله الزائدة فلم يستطع الحركة وهي اشارة ايضا الى مصر المنهكة، المتعبة، المنهوبة، ويتوقف المرور ويحتشد المارة في الطريق ويندفع رجل المرور يحاول تحريك الحصان فيركله ويضربه بالسوط، هنا يندفع الشاب الثائر ليلقي بأحمال الحصان الذي سقط منهكا فيقيمه على قدميه وينساب المرور الذي توقف طويلا بمصر التي تسير نحو مستقبلها بعد سنوات الجمود، هكذا وكما تعترف الكاتبة بنبوءة زيدان بانتفاضة مصر من قلب ميدان التحرير .
أما في المجموعة القصصية للقاص المصري عبد المجيد المهيلمي والتي حملت عنوان " قصص ما قبل 25 يناير " تقول عنها الكاتبة سهير عبد الحميد ان المهيلمي ومع لفتته الرائعة بتخصيص صافي عائد بيع هذه المجموعة القصصية لصالح أهالي وشهداء ومصابي ثورة 25 يناير، فإنه رصد من خلالها ما آلت اليه الأوضاع في عهد مبارك المخلوع من استبداد سلطوي وفساد وإفساد وتدهور للقيم وتدني الأخلاق متخذا - أي المؤلف - من الوضع العام إطارا كليا وجعل من الديكتاتورية وتحكم افراد عائلة مبارك ودائرة المنتفعين والأفاقين من حولهم، عملا أدبيا ارسل فيه آهاته لتذكرنا بالمساحة السوداء التي كنا نركض فيها وما بها من صور تثير الآلام .
كشف الكاتب من خلال مجموعته القصصية عوار ومفاسد ومغالطات مرحلة ما قبل 25 يناير لهدم مشروع التوريث وللتخلص من اساليب الحكم البالية التي سادت النظام السابق والعمل على استرداد الشعب لإرادته وحقه في اختيار من يحكمه .
نبوءة الكاتب محمود ماهر زيدان وما حدث قبل ثورة الشعب للمهيلمي كانتا بين عشرات الكتب التي كسرت حاجز الصمت مفسحة للأقلام الحرة الشريفة مساحة لقول ما لا يمكن قوله قبل ان تهتف حناجر الثوار في ميدان التحرير برحيل طغاة العصر وأعداء الحرية .
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved