" شهرمارس " يحكي/ تابع ثلاثون ليلة و ليلة

2015-01-21
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/733f3fdf-3b54-4c1e-8a8a-6ba71d36301a.jpeg
" فإن شفرة الروح
 تطوي أدغال اللهجات...." 
 الشاعر عبد الكريم الطبال
 
 في الليلة السادسة من أيامه ، حكى " شهرمارس" ، عن نسوة المدينة . عن " ورقاء" حلقت بين الغيوم. التقطت الشهب ، ونظمت لطوقها عقدا . " ورقاء" ، تناسلت ظلال رفرفات جناحيها ، نسوة من مدينة تطوان.غصن ببحور الحبر ، وتتبعن ما تخطه اليراعات . هن نسوة استعدن حضورهن الفعلي ، و كينونتهن المقدودة من تباريح ذات الأنثى  .  كان يوما ليس كباقي الأيام ، ضجت  فيه  نون النسوة بأركان الأرض الأربعة ، بينما غمر مدينة تطوان فيض أنثوي فارق.  بشراكة بين  جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة الحضرية لتطوان ، و بين  جمعية فنون و شعر ، تم تنظيم أمسية ، تحتفي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، خاصة بالزجل ،  تحت شعار" طفرة الزجل التطواني من طفرة المرأة التطوانية" ، فصدحت نسوة بقصائد زجلية ، اهتزت لها أفنان الإبداع بالمدينة.
رفلت جميلة العلوي المريبطو،  في حلل من الميراث الاجتماعي و اللغوي الأندلسي لمدينة تطوان . ورحلت بنا الزجالة الرقيقة كريمة العاقل ،  في عمق المشترك الانساني بين مدينة تطوان و باقي التراث الانساني العالمي ، من خلال قصيدة " حاكوزة". بينما غاصت زجالة الحكمة المستقطرة ، من رحيق الأصالة المغربية، في المرجعية الاجتماعية ، و نماذجها البشرية ، فأبدعت قصائد  عميقة الدلالة ، روعة في التركيب اللغوي المغربي المحكي. 
 استرسل " شهرماس " في حكيه عن أيامه و أبطالها الثلاث ، المرأة و الحب و الشعر ، حيث تابعناه ، وهو يحكي عن ليلته الواحدة و العشرين ، حين نظم اتحاد كتاب المغرب ـ المكتب التنفيذي و فرع الاتحاد ، بتنسيق مع جمعية العمل الثقافي بالمضيق ـ الملتقى الشعري الأول للمضيق ، دورة تكريم الشاعر إدريس الملياني. وكانت الأنثى حاضرة . نسقت فقرات اليوم الأول عندلة الشعر المغربي  ، الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس ، و متى انفصل الشعر عن الأنثى؟!!!!
 ليلتا أنس شعرية ، أثثتها أجيال مخضرمة ، و أخرى شابة . شيوخ القريض  و مريدوه . و نساء تمسكن بأهداب الحرف. جبن آفاق الإبداع ، و طاردن فراش الخيال المجنح. فحضرت إلى جانب الشعراء : عبد الكريم الطبال ـ محمد الشيخي ـ أحمد بنميمون ـ المحتفى به ادريس الملياني ـ أحمد لمسيح ـ محسن أخريف ـ عبد الجواد الخنيفي ـ نجيب مبارك ـ جمال أزراغيد ـ محمد عابد . الشويعرات :  وفاء العمراني ـ نسيمة الراوي و أمل الأخضر.
تتابعت  حكايات " شهرمارس"  عناقيد  ، تغري  عشاق الإبداع بكل أنواعه ،و هي تشع في كل ربوع المغرب .  و سنتوقف قليلا ، لنصغي إليه يحكي عن أمسية مدينة طنجة ، عروس المتوسط .أمسية تشدو بكل اللغات. حسناء تسبح في بحور الشعر، لتستريح على ضفاف المتوسط. باركت أجوائها الباذخة ، آيات من الذكر الحكيم بصوت أنثوي ، كرس حضورا مائزا للأنثى ، تخطى المألوف . ثم تلته وصلات أندلسية تعد بالوفاء لكل ما هو أصيل ببلدنا.
هكذا أينعت رحاب قاعة المؤتمرات ،  لفندق أمنية بورتو بطنجة ، يوم 22  مارس 2014 ، و تلألأ أثيرها بصوت إعلامي أنثوي ، للإعلامية زهور الغزاوي ، التي غطت فعاليات الأمسية ، و رافقت احتفالية " الأنثى" ، في عيدها العالمي ، الذي تزامن مع المهرجان الدولي الرابع للشعر، فكان للرجل نصيب من الحضور و المساهمة الشعرية. اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان  شعار " صرخة امرأة " ، الذي كان من اقتراح دولة الدومينيك ، فكان بالفعل  احتفالا بأهمية دور المرأة في المجتمع ، انطلاقا من الفن و الشعر، و فرصة مناسبة للتعريف بقضايا المرأة. 
 لم تسجل أيام  " شهرمارس" ، أي سكوت له عن الكلام المباح ، في شأن ثلاثية المرأة و الحب و الشعر. استمر يحكي و يصدح بربوع بلادنا ، و سنضع عصا ترحالنا هذه المرة على ضفاف مرتيل . نصغي لإحدى حكاياته المحلقة في سماوات العطاء الانساني الراقي .  حيث الشعر سطان بأمره تشيد للحب قصور ، تسلم  للأنثى مفاتيحها.هناك حيث " ملتقى الإبداع"  . عندما تجند طلبة الأدب العربي في المغرب العلوي الأصول و الامتدادات ، و مجموعة البحث و الدراسات المغربية الأندلسية ، يومي 26 و 27 مارس ، من أجل إعداد هذه التظاهرة الإبداعية ، فكان لهم ما أرادوا . 
كان اليومان بحق ، تفعيلا للمعرفة بالشعر و الابداع ، و كل القيم الجميلة للفن .فكما جاء في كلمة الدكتور عبد اللطيف شهبون أحد ضيوف منصة اليوم الأول :" إن هذا اللقاء يسعى إلى تأصيل قيم المعرفة بالآداب و العلوم الإنسانية".و عن الإبداع  و سياقاته و روافده ، يؤكد الدكتور شهبون أن "  الشعر سلطان الأجناس ، و الشعراء يتاح لهم ما لا يتاح لغيرهم". حفل الملتقى برواد الشعر و براعمه و عشاقه. فكان الاحتفاء و كان الوفاء . قال منسق الجلسة ، الأستاذ مصطفى الستيتو  وهو يقدم الشاعر محمد الميموني ، المحتفى به في صبحية اليوم الأول للملتقى:" أجد نفسي صغيرا و أنا أقدم هذه القيمة الشعرية".
جاء في تقديم أحد طلبة الأدب العربي في المغرب العلوي الأصول و الامتدادات، المفوهين:" إن الملتقى ثلاثي الأبعاد:
 1ـ أن نجعل من كلية الآداب بمرتيل ، و على ضفاف مرتيل منارة علمية.
 2ـ أن يكون أساتذة و طلبة كلية الآداب بتطوان ، حفدة للراحل محمد بنتاويت ، و الدكتور محمد الكتاني ، و الدكتور عبد الله الترغي.
 3ـ تطوان في هذا الملتقى تقول : إنها رافد من روافد الثقافة المغربية ، و أنها الآن تساهم في وضع اللبنة الأولى للشعر العربي الحديث . إنها تطوان الريف . تطوان الجبل . تطوان الحضارة.

بقلم : الزهرة حمودان


 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved