صوت فرانك سيناترا سيرة حياة اكبر صاخب في أمريكا !

2011-03-10
" فرانك : صوت " سيرة ذاتية لحياة صاخب أمريكا الموسيقار الشهير " فرانك سيناترا " ظهرت حديثا لتعيد الى ذلك الصاخب الكبير بعضا مما خفي من حياته التي عاشها بفم مفتوح لايتوقف عن الغناء مذ شهدت مدينة هوبوكين بنيوجيرسي ولادته في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1915 حتى رحيله الى الأبدية في 14 مايو / ايار 1995 .
كاتب هذه السيرة هو " جيمس كابلان " صحفي وروائي امريكي ظهرت أولى كتاباته في مجلة " نيويوركر " الشهيرة ثم توسع في نشر اعماله الأدبية في صحيفة " نيويورك تايمز " و مجلة " فانيتي فير " ، وقد امتازت كتاباته بعمقها وصراحتها خاصة ما تناولته في سير حياة بعض ممن أثروا الحياة الأمريكية بأعمالهم الأدبية والفنية ، وهو يعيش الآن في نيويورك مع زوجته وثلاثة من ابنائه .
كثيرة هي السير الذاتية التي تجدها تأخذ مكانها بين مئات الكتب في المكتبات لكن كابلان وهو يتناول حياة فرانك سيناترا من خلال صوته يجعلك تشعر أنك تعيش حياته معه يوما بيوم تقريبا ، وبداية ينقلنا المؤلف الى مرحلة طفولة سيناترا مع والدة شديدة الهيمنة وأب ضعيف الشخصية مدمن على الخمر ، ثم ينقلنا الى مرحلة شبابه ونضوجه بعد ان يفرد صفحات طويلة لتلك البدايات ، وصعوده المفاجئ وتألقه في مجال التلحين والغناء وما صاحبها من نجاحات وانكسارات ومحاولات للإنتحار وانهيار شبه كامل لحياته وفشله في زواجه من النجمة " آفا كاردنر " ثم عودته الخارقة ثانية وفوزه بالأوسكار، هذه السيرة كما يرويها كابلان اضحت في صراحتها وتعاطفها مع سيناترا شيئا مختلفا عن باقي السير التي عرفتها المكتبات بدليل الإقبال الكبير على شرائها وحجز نسخها مقدما خاصة ممن عايشوا سيناترا وأحبوه ، انه أول ظاهرة فنية يشهدها القرن العشرين وقد سبق بوقت طويل الفيس بريسلي والبيتلز وخلب لب الشابات والشبان بما قدمه من استعراضات غنائية ومشكلا نوعا لم يعهده الأمريكان من حركات سريعة في الرقص ، نجاحه هذا حفزه على نقل تلك الحركات الى السينما وقد حدد كابلان في قصة حياته مصادر نمط سيناترا الفنية التي شهدها في وقت مبكر حينما شكل مع ثلاثة من الفنانين الشباب رباعيا عُرف بهولوكين بنوا مصلحتهم على إظهار الموسيقى الكلاسيكية التي نمت مع مرور الوقت مع ما اضاف اليها سيناترا دون ان تخدش السماع بالخيال الاباحي كما يطلق عليها كابلان ولا حتى العذاب الذي كان مهيمنا على كلمات الأغاني الحزينة ، ويبدو انه استفاد كثيرا من موسيقى الجاز الاسود ووضعها في قلب القرن العشرين الذي كان يحيا سنواته خاصة في فترة الأربعينيات والخمسينيات منه ، ولم ينسى اصوله الإيطالية فأخذ من أسلافه الذين هاجروا الى أمريكا موسيقاهم واضافها الى الحانه لأنه شعر بحسه الفني ان تلك الموروثات كانت شبه مهمشة وقابلة ان يطويها النسيان كما عبر عن ذلك الكاتب الصحفي الأمريكي بيلي هوليداي حينما تناول كتاب سيناترا واضاف كنت اتمنى ان يعطينا المزيد من ذلك الغناء الذي يطلقون عليه " البلوز " الذي عرّفه رالف إليسون وهو من كبار المحلليين الموسيقيين انه الفن الوحيد الذي ينسجم في أمريكا .
هوليداي لايخفي اعجابه بالطريقة التي كان يؤدي بها سيناترا اغانيه ولا تتناقض مع الفكرة القديمة التي تتمسك وتعجب بالنموذج الرجولي التقليدي ، فقد قوضت موسيقاه تلك الفكرة وحررت القلوب ولم يكن تحريك الوركين صادما لنا في طريقة تفكيرنا حياله باعتبارها ممارسة حديثة اراد بها سيناترا ان يكون اكثر نمطية من غيره متخليا عن الغموض الذي شاب اكثر المغنيين الذين سبقوه .
جيمس كابلان لم يكتفي بإفراد صفحات عديدة من حياة سيناترا خاصة تلك المتعلقة بحياته العاطفية فهو يكشف لنا عن علاقاته بالنساء الجميلات اللاتي عرفهن معترفا بأنه كان " مدمن جنس " ، نافيا بالوقت نفسه إساءة معاملته للنساء التي اثارتها العديد منهن خاصة الممثلة لانا تيرنر ويعتبرها " فقاعات كريهة " وشائعات وأجدني - كما يعبر كابلان - انه اكثر إنتظاما بمواقفه الحياتية تجاه المرأة التي يحبها دون ان تتخلل تلك العلاقات أي نوع من انواع الكراهية .
صوت : فرانك كتاب يذكرنا بأن الاباحية والأخلاق عموما شيئا فضفاضا والمهم هي تلك العقود المشتركة بين الرجل والمرأة ، والكتاب باعتراف كابلان لم يجب على كل الاسئلة المتعلقة بسيناترا منها تلك التي انطلقت عن علاقته بالمافيا الإيطالية والتي نفتها آفا كاردنر عندما تزوجته وقالت في حينها انها محض افتراء أرادوا بها المساس بإيطاليته المتجذرة فيه وبموسيقاه ، كاردنر قالت ايضا إنها لاتهتم لما يقال عنه بل هي مهتمة بالإستماع الى صوته ، وهذه التعبيرات التي تبان على وجهه انها استكشاف فقط لما نريد ان نعيشه ونحياه .
بعد عديد الأفلام التي اضطلع بتمثيلها وغنى ورقص فيها حاز عام 1954 على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل ثانوي عن فيلمه " من هنا والى الأبد " ، واليوم يستعيد معجبوه ذكرياتهم معه بصدور هذه السيرة الذاتية الحياتية عنه مع علمهم كيف مات سيناترا عام 1995 بعد بلوغه الثمانين بالجلطة القلبية مودعا إياهم وسنوات صوته لم تودعهم فما زالت ترن باسماعهم .
هوامش /
بيلي هوليداي
الأمريكيةSlate مجلة /
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved