اذا أردتَ ان تكون بطلاً يتحدث عنك الحاضرُ ويقارنُكَ أهلُهُ بالماضي ويذكرك المستقبلُ ويخلِّدك التاريخُ فأذهبْ الى العراق .
أذا كنتَ تريد ان تكون قاتلاً، ولا تُعاقب أو تدخل السجنَ، بلْ تجرِّب القتلَ وتمضي الى سبيلك فأذهبْ الى العراق .
اذا كنتً مجرماً وسجيناً سابقاً انهيتَ فترةَ محكوميتك وعنّتْ عليك الجريمةُ أو انّكَ ادمنتَها فأذهبْ الى العراق
اذا رغبتَ ان تستعرضَ رجولتَك وعضلاتَك وتنضَّمَ الى فصيلةِ طرزان ورامبو فأذهبْ الى العراق .
اذا كنتَ تريدُ ان تمارسَ القتلَ والاعتداءَ والاغتصابَ والسلبَ والنهبَ باسم الدِين، أي دِين، فأذهبْ الى العراق .
اذا كنت سادياً تلتذُ بتعذيب البشر الآخرين ولم تجد فرصة كافية في بلدك أو محيطك فأذهبْ الى العراق .
اذا كنتَ مُحبَطاً أو فاشلاً وتطلَّبَ ( نجاحُك ) ان تكون مجرماً أو سفاحاً، فأذهبْ الى العراق .
اذا كنت جندياً في جيش بلدك وأردت ان تشتركَ في حرب لتكون مهماً وصاحب خبرة فأذهبْ الى العراق .
اذا كنتَ مسؤولاً سابقاً في نظام حكم، وانتهت مسؤوليتك أو تقاعدتَ وأردتَ ان تضيفَ شيئاً مهماً أخرَ لسجلِ حياتك فاذهبْ الى العراق .
اذا كنت جاسوساً في مخابرات بلدك أو عميلاً لمخابرات بلدٍ آخر وتبحث عن ساحة لتطبيقِ معلوماتِك النظرية أو ترقيتكَ، فاذهبْ الى العراق .
اذا كنتَ مصاباً بداء العبوديةِ والانقيادِ للقوي فأذهبْ مع القوي الى العراق .
اذا كنتَ مُستهتراً فاقداً للضمير تخشى ان يعاقبك على أفعالك القانونُ في بلدك فأذهبْ الى العراق .
اذا أردت ان تسرقَ وتغتني مالاً باسم حقوق الانسان أو الحرية أو الليبرالية أو الديمقراطية فأذهبْ الى العراق .
اذا كنتَ ضابطاً كبيراً أو جنرالاً أو وزيرَ دفاعٍ في بلدِ غربي وأحسستَ ان تجربتك ناقصة فأذهبْ الى العراق .
وستجد دائماً مَن يقول : ( العراق مهدُ البشرية ، وقلبُهُ يتّسعُ للجميع ) ، ان ذهبتَ للعراق .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة ـ زمان ومكان تأليف هذا النص : العاشر من نوفمبر 2019 ، في برلين .
