Deprecated: Required parameter $lineno follows optional parameter $only in /home/public/maakom.link/mini2/vendor/twig/twig/lib/Twig/Node/Include.php on line 20
طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4

طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4

2012-07-13

ل//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/13dc789a-668c-4634-9ebb-74c0dcbf2fbb.jpeg حظة جنون حاسمة!

يبدو انّ المصباح خالٍ من الزيت..
والليلُ، منذُ غسقهِ حتى اخمص عتمتهِ، عارياً ينامُ فوق خلاياي..

اما قلبيّ،
فطاعنٌ بالعشقِ..
نحيلٌ، وليس له القدرة على ان يصرع الكوليرا!..
قلبيًّ ابيضٌ،
افرطَ بالحبِّ حتى الرمق الأخير.. حتى داستهُ العربات في مذبحةٍ غراميةٍ صاخبة!..

وأنا،
ملاكٌ..
هاربٌ من القبحِ، ولم اتقن تفخيخ الاحاسيس، كما اتقنتها ( القديسة الفاجرة )! التي استدرجتني الى شاطئ الغواية وباحتْ باسرارِ جسدها!..
اشعرُ وانا اكتب الان، بأنّ كلماتي القادمة، سوف تقيمُ حفلا جنائزيا لأكثر الأسرارِ نقاءا..
وانّ الحروف المسننة، سوف تنهشُ في مذاق الضمير الشهي.. وسأعبرُ فوق ادقّ التضاريس، في جسد الزهرةِ الشاحب!، لألقيَ القبضَ على ذلك البلبل الاخرس!..

غادرتُ جدران سجني..
مسحوبا من أنفي، ومكبل اللسانِ اخذوني..
وفي الطريق المقفرة، علمتُ بأني امام امتحانٍ وجوديٍّ جديد، واني سأمتطي حتما حبل المشنقة!..
هذه الحتمية، هدمتْ خيالي.. وجعلتْ جسدي مستعدا لاستقبال الذبول.. واخيرا، تركتني باردا جدا، احملُ نعشي واجلسُ قربَ نافذة الحافلة!!..
لم يكن في ذلك النهار ايّ ضجيج في السماء.. ليس سوى زجاج النافذة يفصلني عن رائحة الزهرة البرية.. ليس سوى خيطٍ باهتٍ من سراب الايديولوجية، يفصلُ بين قلقي وقمرٍ يخلعُ قميصهُ بانتظاري..
في بطن الحافلة، صمتٌ مشحونٌ باليأس، وشرطيٌّ على جبينه آثارُ شعوذة، يتأففُ وينظر بأذنيه!.. وفي الارض البيداء كانت الحافلة تزحف ببطئ كسلحفاة..
من خلف اسوار السراب، رأيتُ كفّ أمي تلوّحُ لي بالوداع.. رأيتُ في وجهها المصابيح وحشدا من الحمام فوق رأسها يطير..
ورأيتكِ انتِ....
بلا رأسٍ....
مهزومة الجسد....
تتلصصين من فتحة الباب، وتحرقين رسائلي بمتعة كاذبة!!..

انتشر الجنود في ساحة الاعدام!
فبكى الطفلُ الرضيع في داخلي.. وصرخ الوحشُ الصحراويّ المربوط محاولا تمزيق الشباك!..

اما انا،
فكانت حنجرتي مقطعة الاوتار، وكنتُ غاطسا في الأسى اكتبُ حيرتي!!..
لكنهم منعوني
فمزقتُ سروالي، وعلقتهُ رايةً للجنون!
واقسمتُ لهم
بمأساة الامير الجميل هاملت
بأني ليس منهم
اقسمتُ بلهفة (فلورنتينو اريثا)!
بأني من كوكب الجنِ، وجئتُ ارتدي ملامحكم...............
فتهاوى صف الجنودِ مثل جدار طيني............
واطلقوا سراحي!..


فلورنتينو اريثا: بطل قصة الحب في زمن الكوليرا

يتبع

 

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved