يا أصحابَ أكبر سفارة في العالَم ارفعوا أيديكم عن الشباب الثائر الطاهر !!

2020-01-15
ربما لا نعرف بالضبط تفسير ما حدثَ ويحدثُ فليس عندنا علمُ الغيبِ ولا تقعُ في أيدينا ملفاتُكم السريّة، لكننا نستغربُ ونتوقع !!
لأننا نملكُ عقولاً لا يمكننا تصديقُ ما يريدُ لنا الآخرون أن نصدِّقَه .
لأننا نملكُ إرادةَ حريةٍ لا يمكن ان يأسرَنا الآخرون الذين يريدون أن يكونوا سادةَ العالَم 
لأننا نمتلكُ شجاعةَ قولِ الحقِ والأإفصاحِ بالرأي لا يمكن للآخرين إخراسنا وتكميم أفواهنا 
لأننا أصحابُ ضمير لا يمكن شراؤنا، فالضمير ـ عندنا ـ لا يُشترى ولا يُباع !!
حاربتمونا بأتعس الوسائلِ وأحطِّ الطرقِ وأنذلِ البشرِ الى أبعد حدٍ، وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ، أيها الأوغاد !!!!
وما دمْنا لكم بالمرصاد، ومع هذا، فهذا أقلُّ مما يستحقُ الوطنَ وتستأهلُ الإنسانية .
أنتم نصّابون، أنانيون، مجرمون وسفلة .
والذي يسير معكم ويسندكم ويغازلكم ويعمل في خدمتكم أو يصمت على أفعالكم مثلكم بل وأتعس منكم !!
أريد ان أسألكم ما الذي فعلتم بوطني على مدى عقود ؟!!!!
أو على مدى أربعة عقود على وجه التحديد لم تخمد فيها جذوةُ دسائسِكم ولا لهيبُ حرائقِكم ؟!
ما الذي جنيناهُ معكم حتى نستحق كلَّ هذا العقاب الذي أزرى بحياتنا ؟!
حوَّلتم أعرقَ أنهارِ الدنيا وأجملَها الى أنهارِ دمٍ ومكبّاتِ جثثٍ وأعضاءٍ بشرية !!
حاصرتم أطفالَنا فأزهقتم جوعاً ومرضاً حياة أكثر من مليون طفل في عقدٍ واحدٍ من السنين !
جوَّعتم أهلَنا في محاولةٍ خسيسة منكم ومن أسيادكم لتحطيم أخلاقِهم ونُبلِهم وكبريائهم !!!
أمطرتم أرضنا وشعبنا بمئات آلآف الأطنان من القنابل و المتفجرات حتى كان القصفُ القاتلُ نزهةً ولعبةً لطياريكم !!
وحتى سقطَ على بغدادَ لوحدها من المتفجرات في يومٍ واحد ضعف ما سقطَ على مدينة دريسدن الألمانية طوال الحرب الكونية الثانية، بشهادة وكالات أنباء عالمية !!
خلَّفتْ أسلحتُكم في هواءِ وترابِ وطننِا سموماً قاتلةً فتكَ بسببها السرطانُ بأثداءِ نسائِنا وأمهاتِنا ورئاتِ أهلِنا !!
أجريتم التجاربَ على ناسِنا جسدياً ونفسياً وكأن أبناءَ الرافدين حقلٌ مختبرٍ لكم !!
فتحتمْ حدودَ وطنِنا وهو تحت حراسةِ حرابِكم  وطائراتِكم وراداراتِكم وجنودِكم وجنرالاتِكم 
فتحول الى مأوى للمجرمين ومزارٍ للقتلة ومكانٍ للأشرار !!!
أشرعتمْ أبوابَ متاحفِنا للصوصِ والجواسيسِ والأميينَ وأصحابِ السوابق !!!!
بعتم علينا من السلاح ما يكفي ثمنُه لتعميرِ قارةٍ أو بناءِ قصورٍ فارهةٍ حتى يكون لكلِّ عائلةٍ في بلدي قصرٌ منيف !!
حطَّمتْ سياستُكم الحبَ والإخاءَ بين أبناءِ الحيِّ الواحدِ والمدينةِ الواحدة والوطنِ الواحد !
والآن لديكم في وطننا أكبرُ سفارة في العالم !!
لماذا ؟!!
هل العراقُ الصينُ أكبر دولة في عدد النفوس على صعيد العالَم  ؟! .
هل العراق روسيا أكبر دولة في المساحة على صعيد العالَم ؟! .
هل العراق بريطانيا صاحبةُ سجلِ أقدم وأوثق العلاقات معكم  بين دول العالَم ؟ّ! .
هل العراق كندا أو البرازيل أكبرُ جيرانكم ؟! .
أكبرُ سفارة لولاياتكم المتحدة الأميركية في العراق، وعلى الخصوص في العراق من بين كل بلدان العالَم .
فهل هي سفارة لبلدكم وحده ؟!
أَم هي سفارةٌ بداخلها سفارةٌ سرّيةٌ لبلدٍ آخر وكيان آخر ؟!
هل هي سفارةٌ أم مركزُ تجسسٍ ضخمٌ على العراق والشرق الأوسط كلّه ؟!
هل هي سفارةٌ أم مكتبٌ هائلٌ لصنعِ الفتنِ ولتجارةِ وبيعِ السلاح ؟!
انظروا إلى بلدِكم وفقراءِ بلدِكم والأميّةِ في بلدِكم والجريمة في بلدِكم .
أنظروا الى ارتباكِ الكثيرِ من أبناءِ شعبِكم واختلالِهم نفسياً .
ففي كل حين هناك قتلٌ عامٌ في الشوارع والمدارس والجامعات والأسواق والمطاعم والمقاهي والفنادق والحدائق في بلدكم .
انظروا إلى المرضى والأيتام وفاقدي العملِ والسكنِ في بلدكم !!!
بلدُكم يوشكُ على الإنهيار .
وأنتم سائرون مع مرتزقتكم تخدمون المجرمين العتاة وتمهدون بالقتلِ الجماعي والتهديمِ الشاملِ لقيامِ دولةِ الرّبِ من الفراتِ إلى النيل ..
فما أكبر صلافتكم  وما أكثر بؤسكم أيها الصلفون البؤساء ؟
ما مِن أحطَّ منكم سوى عبيدكم وغلمانكم من أبناء بلدي .
ففيهم إلى جانبِ الصلافةِ والبؤسِ : الخيانة ! .
أرفعوا أيديكم عن شبابنا الأحرار الأطهار من طلّابِ الخلاصِ والوطنِ والإستقلال 
ولا تحاولوا تقييدهم وتلويثهم، فهم خلقوا أحراراً ليظلوا أطهاراً .
 
********
 
ملاحظة ـ  زمان ومكان تأليف هذا النص : في يوم الواحد والعشرين من تشرين الثاني 2019 ، في برلين .
 
 

كريم الأسدي

شاعر عراقي/ يعيش في برلين

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved