يوكو أونو..

2010-01-15
يوكو أونو..
حياة الحب والحرب ولينون !
بعد تسعة وعشرين عاما من رحيله هاهي تتذكره ..صوته ، نحافة جسمه ، آلة جيتاره المعلقة بين كتفه وقلبه ، جون لينون لايزال يعلق في حنايا قلبها منذ قتل في نيويورك عام 1980 .
في ستينيات القرن الماضي لم يكن أحدا يتوقع لهؤلاء الشبان الأربعة أنهم سيصنعون شيئا أشبه بالسحر للندن الغارقة في الضباب ، رينغوستار ، جورج هاريسون ، بول مكارتني ، جون لينون ، جمعهم حب الغناء والموسيقى فأقاموا على هيكله فرقتهم المعروفة بالبيتلز ، ولم يكن أحدا منهم يتصور ان " تقليعتهم " تلك بقصات شعر رؤوسهم المميزة وتمايلهم مع نغمات الجيتار سوف يحدث كل تلك الثورة في عالم الموسيقى والغناء .
يوكو أونو تذكرت تلك الأيام التي عاشتها مع لينون وهي اليوم بعد مرور كل تلك السنوات لم تجد أحدا من رفاق الأمس يشهدون بناء هذا البرج الذي سينطلق منه ضوءا إلى السماء تحية لزوجها في ذكرى مماته.
أونو وقد بلغت السادسة والسبعين من العمر تفكر جديا بالمستقبل وتقول انه السبيل الوحيد الذي نفكر به ، لكنها في الوقت نفسه لاتنسى أنها شهدت دمار هيروشيما وناغازاكي عندما كان عمرها إثنا عشر عاما وكيف أن القنابل الحارقة التي ألقيت على طوكيو من قبل الأمريكيين ستكون أمريكا نفسها مرة ثانية سببا في مقتل زوجها وحبيبها لينون .
في هذه المناسبة تحدثت أونو قائلة : ( أنا متأكدة أن هذا جزء مني بالطبع .. فالفنان أو الموسيقي لابد وأن تنعكس ويلات الحروب على عمله .. وأشعر أنني قريبة جدا منها ، إنها سيئة للغاية ولو انني لم أعاني منها كما عانى الآلاف من أبناء شعبي إلا انها أمرا مروعا ، فقد كنت على الطرف الثاني منها ، لقد شاهدت الكثير من الأشياء كانت هناك صفارات الإنذار ، والطائرات الأمريكية المقبلة فوق رؤوسنا ، وعلينا النزول إلى الملجأ والمأوى وأرى كيف أن جميع الأطفال يُصلّون ، ويشبكون آياديهم متمتمين بكلمات كنت لاأفهمها جميعا ، لكننا عندما كنا نخرج بعد أن ترحل تلك الطائرات كنا نبتسم لأننا عشنا يوما آخرا ، ذلك هو الواقع الذي عرفته ) .
عندما أطل العام 1967 كانت في لندن والتقت حينها بجون لينون عضو فرقة البيتلز ، فدعاها إلى تناول الغداء في منزله في ويبريدج ، كانت أونو قد إختارت الهندسة في دراستها وأكملتها في لندن العاصمة إضافة لتميزها في الرسم والتصميم وعندما أكملت غاليري ليسون أعجب بها أهل لندن وصارت حديث المجتمعات فيها ، لينون قال لها بعد دعوته تلك إذا كان بإمكانها بناء بيتا صغيرا مجاورا لحديقة منزلهم فأجابت : ( أوه .. أنا مقتنعة بأنه سيكون بناءا مميزا طالما ستضيف أنت له بعض من مفاهيمك .. وتزوجنا بعد ذاك ) .
كنا سعداء بهذا الزواج تقول أونو ، وهي تقف في البقعة ألتي سينطلق منها ذلك النور مطاولا السماء ، وترتدي لباسا أسودا كتعبير إنساني لحزنها ووداعها لجون لينون الذي كان دائما ما يشير إلى تلك النجمة البعيدة في السماء ويقول لها : ( أونو .. تُرى لو كنت استطيع أن أجلبها لك واضعها على صدرك .. لكنها يدي قصيرة ولا تصل اليها ) .
هنا في آيسلندا إختارت المكان لأنها : ( جميلة .. والأرض فيها نظيفة وهواؤها لطيف .. أما ناسها فهم مختلفون حقا عما سواهم في لندن العاصمة أو غيرها من المدن الإنكليزية ، هذه الأرض أسميها أرض السحرة ، لذا أعتقد أنها كانت مثيرة جدا للإهتمام وأنا وقعت في حب هذا المكان ، وبطبيعة الحال إنها أرض الشمال على الخريطة ، فيها ألحكمة والقوة ، وهي تريد أن تمنحهما للعالم كله من هنا .. من الشمال ، ولهذا السبب أعتقد أنها كانت جيدة للغاية أن يكون مكان البرج فيها ) .
في ذكرى وفاته هذه أصدرت أونو البوما ضم تراثه الغنائي والموسيقي أسمته " بين رأسي والسماء " وهي نفس التسمية التي أطلقتها على آخر معارضها الفنية في المملكة ألمتحدة .
في لقاء معها سألتها الصحفية الإنكليزية كريغ ماكلين من صحيفة التايمز اللندنية لماذا بين رأسي والسماء ؟ قالت أونو : ( لاأعرف .. لكن هنالك بعض الأدلة وكنت أفكر في أشياء حتى عندما كنت صغيرة جدا حوالي 4 أو 5 سنوات كنت أنظر إلى النجوم وأضنها بشرا ، إنه نوع من التناسخ بينها وبيني ولربما هي إيحاءات .. ربما ) .
ولد جون لينون عام 1940 وبدأ مسيرته الفنية كعضو في فرقة البيتلز في ليفربول بإنكلترا وكان عازفا ماهرا لآلة "الجيتار " ومن ثم تعلم العزف على البيانو ، وأغلب قصائد أغاني الفرقة كانت من تأليفه ، وبعد توقف الفرقة عام 1970 رحل مع زوجته اليابانية يوكو أونو إلى أمريكا ليكمل من هناك مسيرته الفنية بعد تشتت رفاق الأمس ولكنه بدأ بإستعادة مجده من جديد وبأغاني جديدة أطلقها بمفرده هذه المرة واستمر بنجاحاته ، إلا انه وبعد عشرة سنوات من مكوثه بأمريكا تعرض للإغتيال وهو في طريقه إلى منزله بواسطة شخص يدعى مارك ديفيد تشابمان المختل عقليا والذي أنهى حياة لينون عام 1980 وقبل أن يكمل عامه الأربعين .
بين رأسي والسماء هن ثلاثة مشاريع قدمتها أونو هدية لمحبي ذلك الفنان ألذي أسعد الغرب طوال فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، إنها تقول : ( جون هل وصلك شعاع مني .. إنني لازلت أذكرك كما محبيك اليوم يتذكرونك ويتذكرون قصة شعرك وجيتارك مع البيتلز ) .
*كريغ ماكلين / صحيفة التايمز اللندنية
أحمد فاضل

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved