عليك أن تتصرّفي بحكمة

2021-06-08

هي محصّنة ومستقرّة، تحبّ زوجها ويحبّها، وقد أنعم الله عليها ببيت وحياة سعيدة .
ولكنّ الحياة كالبحر لا يلبث على هدوء دائم، ففيه الهدوء وفيه الاضطراب، وفيه السكون وفيه الأمواج العاتية...
ولا يستطيع الوصول إلى شاطئ الأمان فيه إلا البحّار الحاذق .

لا أحد يدري كيف سوّلت له نفسه فناولها رسالة خطيّة :
حبيبتي فلانة، منذ أن رأيتك وأنا مجنون بك، أرى خيالك صباحا ومساء يتراقص أمامي، أراك في المنام وفي الاستيقاظ ... أحبّك، أحبّك كثيرا...
ابن الجيران

وهنا ستحلّ الكارثة، هنا حيث لا ترفع المرأة رأسها لتنظر إلى البعيد لترى العواقب غير المحمودة .
خبّأت الورقة، وما أن وصل الزوج من الدوام حتّى رفعتها في وجهه :
أيرضيك أن يتعدّى أحدهم على عرضك ؟!

وهاج الزوج كالنمر الجريح وهاجم ابن الجيران...
وكانت النّتيجة إنّ ابن الجيران في المستشفى، والزوج في السجن؛ والجميع يتوجّس شرّا .

كان على الزوجة أن تتحلّى بالصبر والحكمة، وأن تكون أعقل مما كانت عليه ...
 أن تحذّر ابن الجيران من العواقب وتنصحه بشيء من الغلظة وتطلب منه عدم التكرار،
أو أن تخبر أمّه وتطلب منها أن تلجمه .
 أو أن تعرض عنه وتهمله حتّى يخيب ظنّه فيتراجع .
 ولا شكّ أنّ هناك طرقا أخرى كانت تستطيع ردعه بها دون أن يحدث ما حدث.

عندما كنت أقدّم دروس (معا نحو الإملاء الصحيح) في الواتساب، وكانت المجموعات مغلقة ولا يستطيع إرسال الرسائل سوى المشرف، راسلتني فتاة وقالت إنّ عضوا من المجموعة تحرّش بها عبر الخاصّ، واقترح علیها الصداقة؛ وطلبت منّي أن أرسل رسالة شديدة النصّ في المجموعة أنبّه بها الشباب المتحرّشين !
أنا لست متحجّرا، وأقولها بصراحة أن ليس كلّ الصداقات التي تتمّ بين الشاب والفتاة عبر الواتساب مذمومة، هناك صداقات أدّت إلى الزواج .
قلت لها إنّ هناك طريقة أسهل وأسرع لرفض طلب الشاب الذي راسلك إن كنتِ لا ترغبين بصداقته، وهي عدم الرد على رسائله وثمّ (الحظر)، دون أن تطلبي منّي أن أشوّه جوّ المجموعة برسالة تشويش قد تمسّ بوقارها.

فيا أيتها الآنسة ويا أيها السيّدة، دائما ما هناك طرق سهلة تستطيعين أن تفتحي بها العقدة دون أن تؤذي أسنانك... شرط أن تفكري قليلا وتتصرّفي بحكمة .
واعلمي أن مجتمعنا الأهوازي في مثل هكذا قضايا، يشبه غابة ذات أشجار يابسة؛ فإن أشعلنا عود ثقاب فيها، انتقلت النار من شجرة إلى أخرى ... حتّى أن تمسي السيطرة عليها مستحيلا .
ختاما، كلّنا مطالبون بإصلاح المجتمع وليس محاربته... حتّى أنت يا آنستي، وأنت يا سيّدتي .

 

سعيد مقدّم أبو شروق

 مدرس فرع رياضيات

يسكن  الأهواز

نشر قصصه في العديد من المواقع

نُشرت له مجموعة من القصص القصيرة جدا

saeed135057@gmail.com

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved