اليوم حفروا الشارع لانشعاب أنبوب ماء لعمارة تقع جنب بيتي، أدري أن الشارع سوف يبقى محفوراً لبضع سنين، ذلك لأن في مدينة المحمرة لا سائل ولا مسؤول .
ميزانية البلدية حتى لا تكفي لدفع رواتب عمالها، وقد تتأخر الرواتب إلى خمسة أشهر أو أكثر .
ولهذا ترى عامل النظافة لا يهتم بعمله والشوارع متربة، والبلدية ترى قصوره ولا تطالبه بأن يحسن عمله لأنها مقصرة بحقه .
وأرجع إلى العمارة التي ارتفعت إلى سبعة طوابق، وفي كل طابق تقع أربع شقق .
ولا أدري من الذي سيسكن في هذه الشقق التي كدسوها في هذه العمارة ؟!
ومن سيحشرونه فيها حشراً ؟!
هل سيسكنها أبناء المحمرة ؟
ولكن الشاب المحمري الذين سرقوا منه فرص العمل وأمسى بطالاً لا يكاد أن يشبع عائلته خبزاً، كيف يستطيع أن يشتري شقة بمئات الملايين ؟!
إذن من الذي سيشتريها ؟!
سيشتريها المستوطن الذي يؤتى به ليسرق فرص العمل من أبنائنا .
المستوطنون الذين رواتبهم لا تقل عن الثلاثين مليون ريال شهريا !
أما أبناء المحمرة، وتنفيذا لخطط التهجير ولعملية التغيير الديمغرافي عليهم أن يهاجروا إلى يزد والمدن البعيدة الأخرى ليحصلوا على قوت عوائلهم .
لمن الشكوى ؟!
إلى المندوب ؟!
أم إلى القائم مقام ؟!
إلى المندوب الذي لا يفكر سوى بأحزابه وجماعته واللوبي الذي سوف يعمل لفوزه في الانتخابات الآتية ؟
أم إلى القائم مقام الذي هو أصلا ليس من أبناء المدينة ؟
أم إلى البلدية التي غارقة لحد الهامة في الدين ؟
أم إلى الحكومة ؟!
لمن الشكوى ؟!
لمن الشكوى والقوم لا يرقبون فينا إلّا ... !
يا قوم، قد مس الناس الضر، فاتقوا الله بهم؛ وذروا هذه السياسات العنصرية البغيضة .
واخشوا يوماً لا بيع فيه ولا خلة ولا مناصب، ولا تغني عنكم أحزابكم وأموالكم من الله شيئا .