ولكي ألطّف الجوّ وأبعدكم عن جوّ كورونا المغضوب عليه، إليكم هذه الخاطرة :
يقول صديقي أبو سمير:
تخرّجت من الجامعة، ثمّ من الخدمة العسكرية الإجباريّة وكنت أبحث عن عمل ...
ورأيت إعلانا في الجرائد للتعيين في إحدى الدوائر، اشتركت في الامتحان ونجحت .
ثم قالوا لي أن اذهب إلى طهران للمقابلة...
كان مكان المقابلة مزدحما بالشباب القادمين من أقصى المدن وأدناها...
وبدأوا يقرأون أسماءنا لندخل إلى إجراء المقابلة، وجاء دوري ودخلت الحجرة لأرى معمّما ضخما جالسا وراء المكتب.
سألني: هل تحضر صلاة الجمعة ؟
أجبت : نعم .
قال: كلّ أسبوع ؟
قلت: كلّ أسبوع لا، ولكن مرّة أو مرّتين في الشهر .
قال : طيب، كم عدد ركعات صلاة الجمعة ؟
وتفاجأت بالسؤال ! وأنا لم تطأ قدماي صلاة الجمعة لحدّ الآن، ولا مرّة واحدة !
وخطرت في بالي أعداد مختلفة ! ورحت أفكر لأختار أحدها...
قلت في نفسي :
لأنّها تقام يوم الجمعة، فلا بدّ أنّها تجمع بين صلوات الأسبوع كلّها...
ورحت أحسب ركعات اليوم لأضربها في 6 ...
وكان المعمّم ينتظر الجواب، فسألني :
لمَ أنت صامت ؟!
أجبت : كنت أحسب ... والجواب هو 102 .
وانفجر المعمّم ضاحكا... ثمّ قال وهو يمسح دموع عينيه :
لماذا تكذب يا رجل ؟!
قلت: لأحصل على عمل .
رمقني طويلا ... ثمّ قال :
اذهب، لقد نجحت .