أخي أيها الأسير، مساء الخير؛
وأدري أن الوقت في زنزانتك مساء !
أدعو لك في كل فجر أن يفك الله قيدك فتتمتع بحريتك . وتعيش بين أبنائك وعائلتك، فتشم رائحة اللقاح في نيسان، وتتلذذ بطعم الرطب في تموز وآب .
فنخلتنا الظمآنة سوف تثمر أشهى الرطب احتفاءاً بك وشكرا .
ومن الأجدر لك بالشكر وأنت ضحيّت بشبابك لأجل بقائها ؟!
ولا تحزن من طول سجنك وتعذيب سجّانك، واصبر واصطبر؛ وبشر الصابرين .
واعلم يا صديقي، أن معظم الذين يتوهمون بالحرية، هم المسجونون حقا؛ وأنت الحر .
أولئك مسجونون في سجون متداخلة ومختلفة، في ظلمات بعضها فوق بعض :
هذا مقيد بقيد طمعه، وذاك أغلال حب الدنيا في عنقه؛ هذا أضاع لغته وهويته، وذاك خسر كرامته وشهامته .
هذا باع أرضه بخضوع وذلة، وذاك خان أهله بغدر وألس .
فهنيئاً لك وأنت مسجون لقضيتك العادلة .
فأنت الحر رغم أنك مكبل وراء الأبواب، وهم المسجونون حتى وإن كانوا يتمتعون بقليل الدنيا وزينتها .
فتحية لك أيها الحر، وتصبح على خير .