كم نحن بحاجة ماسة إلى أن نتعلم لغتنا (لغة الضاد الحبيبة)، هذه اللغة التي عانت ما عانت من تغييب واستخفاف وكبت وازدراء . عانت الإحتقار والتهميش من الغرباء، والقهر والنسيان من الأقرباء .
تعلموها يا أبناءها ولا تعرضوها للإذلال،
تحملوا مصاعب إتقانها؛
اطووا المسافات لوصالها،
اسهروا الليالي تسامرونها،
ذاكروها وتلذذوا برقتها،
واعلموا أن سبل تعلمها عديدة، وليست محظورة ولا يُعاقب من سعى نحوها مجتهدًا، بل لكم أن تتثقفوا بلغتكم كتابة وكلامًا، وليس لأي قانون أيًا كان من سنه أي يعترضكم، أو حتى أن يضايقكم .
فحجتكم في عدم إتقانها (كتابة ونطقـًا) مهما كانت، ستبقى واهية غير مقبولة، والحرمان الذي تتحججون به ليلا نهارًا بأنكم لم تدرسوها في المدارس، وأن النظام التعليمي في إيران يجبركم على أن تدرسوا باللغة الفارسية، لهو عذر واه وغير مقبول أيضا. وإني لأفسره بالكسل والفرار من المسؤولية، وعدم المثابرة إلى الرفعة والرقي، والقناعة في التقهقر والانحطاط.
فإن كنتم عازمين غير متقاعسين في سبيل تحصيلها،
اشتركوا في صف يعلمكم النحو والبلاغة،
اقرؤوا تفسيرا يسيرا للقرآن الكريم،
تابعوا مسلسلا لغة حواره فصيحة،
اقرؤوا شعرًا فصيحًا ثم ابحثوا عن معانيه،
استمعوا إلى أغنية لغة كلماتها فصيحة،
ولهذا أقول لشعرائنا الأهوازيين الأعزاء، إن قسما من هذه المهمة تقع على عاتقكم، وعلى عاتق مطربينا خاصة، والذين قد قصروا بحق شعبنا في هذا المجال كثيرًا، أنتم مسؤولون أيها الفنانون تجاه هذه اللغة من جانب، وتجاه شعبكم من جانب آخر؛ فأدوا واجبكم تجاه كليهما، وإلاّ سوف يمسي هذا الفن مَهما تفننتم في جودته ناقصا ليس مكتملا .
ومتى كان الكلام دون الفصحى بليغـًا معبرًا؟ أو متى كان الفن دون الفصحى راقيًا مكتملا ؟!