أقترح أن تخرج بين عطلة وأخرى مع أسرتك إلى إحدى القرى المجاورة لمدينتك، أو إلى قرى نائية عن مدينتك؛ وهناك تتعاونون في إعداد الغداء، هذا يحضر الحطب، وذاك يضرم النّار، وآخر يجهّز الأواني، والرّابع يشوي أو يطبخ .
واجلب لأطفالك كرة قدم والعبوا معا، وتسابقوا من نخلة إلى أخرى؛ العبوا قرب النهر واصطادوا الأسماك بالصّنّارات؛ تغدّوا هناك وتنزّهوا...
وفي هذه النّزهة التّعليميّة الإكتشافيّة، لا ترتدوا ملابس جديدة وكأنّكم ذاهبون إلى حفلة عرس، بل البسوا ملابس لا تخشون عليها أن تتلوّث بالتّراب أو بالطّين، ولا يحتذِ أطفالك أحذية مدارسهم، بل أنعُل البيت، لكي يقتربوا إلى السّواقي بسهولة وهم يجلسون على ضفافها فيلامسون الماء ويغسلون أرجلهم وأيديهم ويحدثون اضطرابا في سكون المياه .
وفي هذه الجولة منافع عدّة، منها أن يرتبط أطفالك مع جغرافيّة القرى والمدن الأخرى فيتعرّفون عليها عن كثب، يعرفون من يسكنها وما تجري فيها من أنهر وما ينبت فيها من أشجار...
ولا بأس أن تطلب من أطفالك كتابة تقرير ولو نصف صفحة ممّا يرونه في جولتهم فتحتفظ به في نقّالك أو حاسوبك .
في المحمّرة مثلا، هناك قرية المحرزي والشّنّة، قرية المنيخ، قرية الحفّار، قرى كارون، جزيرة صلبوخ .
ولا بأس أن تتّجه يوما صوب الفيليّة والقرى الّتي تقع ضواحيها فتتحدّث لأطفالك عن الزّهو الّذي كانت تتمتّع به هذه القرى التّاريخيّة، وتذكّرهم بالمجد الّذي كان هنا قبل عقود قليلة .
وفي عبادان، الشّلاهي : شلهة معاوية، شلهة حجي حسين، شلهة الثّوامر، قرية الحير، والقصبة .
تمتّع في طبيعة هذه القرى وتجوّل بين نخيلها واستمع إلى تغاريد طيورها .
ولا تنس أن تنظّف بعد مغادرتك المكان الّذي أقمت فيه، ولا تترك وراءك أيّة قمامة . عبّئها في كيس واحملها في سيّارتك، ثمّ ارمها في حاويات القمامة عند وصولك إلى المدينة؛ وهذا يدل على ثقافتك الرّاقية وعلى حرصك لقراك وبيئتك .
ولا تقل إنّ راتبي قليل وظروفي لا تسمح للخروج والتنزّه، السّعادة يا صديقي ليست في كثرة الفلوس، بل في التّدبّر وحسن الإدارة؛ إذن قم واحمل في سيّارتك ما تتطلّبه هذه النّزهة وتحرّك، أو شغّل محرّك درّاجتك النّاريّة واردف زوجتك وأطفالك وانطلق .
